بلغت حدة المواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا مستويات غير مسبوقة من التصعيد ذكرت بذروة التوتر إبان الحرب الباردة. وبعد الزيارة غير المسبوقة التي قام بها الرئيس الأميركي جو بايدن الى أوكرانيا ومنها توجه الى پولندا لشد عصب الحلفاء في الجناح الشرقي من حلف شمال الأطلسي «الناتو»، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعليق مشاركة بلاده في معاهدة «نيوستارت» للحد من انتشار الأسلحة النووية بين أكبر دولتين نوويتين في العالم، روسيا والولايات المتحدة.
وقال إن روسيا لا تنسحب من المعاهدة لكن التعليق يعرض للخطر الركيزة الأخيرة المتبقية للسيطرة على الأسلحة بين الولايات المتحدة وروسيا، اللتين تمتلكان نحو 90% من الرؤوس الحربية النووية في العالم.
وأضاف بوتين في خطابه إلى الأمة: «ينبغي ألا يتوهم أحد أنه من الممكن انتهاك التكافؤ الاستراتيجي العالمي». واتهم الرئيس الروسي الغرب باستخدام أوكرانيا كساحة للحرب «للقضاء» على روسيا. وقال: «كلما زاد مدى الأسلحة التي يزود بها الغرب أوكرانيا سنقوم بدفع العدو بعيدا عن أراضينا»، متعهدا بمواصلة الحرب في أوكرانيا بطريقة «منهجية».
ودعا بوتين السلطات الروسية إلى «الاستعداد لتجارب بالأسلحة النووية» إذا قامت واشنطن بخطوة مماثلة أولا.
وفي إشارة إلى العقوبات الدولية على بلاده، اعتبر بوتين أن الغرب «لم يحقق شيئا ولن يحقق شيئا»، معتبرا أن الغرب فشل في «زعزعة استقرار مجتمعنا».
ولم يتضمن خطاب بوتين الذي انتظره الكثير من الروس القلقين من تعبئة عسكرية جديدة للقتال في أوكرانيا، أي إعلان مهم. لكن بوتين هدد «أولئك الذين اختاروا خيانة روسيا يجب أن يحاسبوا أمام القانون».
وبعد ساعات من خطاب بوتين عقد بايدن اجتماعا مغلقا مع الرئيس الپولندي أندريه دودا بالقصر الرئاسي وقادة پولنديين آخرين من الداعمين الرئيسيين لأوكرانيا.
وقبيل الذكرى الأولى لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا، أكد الرئيس الأميركي أن الحلف أقوى من أي وقت مضى. وأضاف خلال الاجتماع الذي بثت قنوات تلفزيونية محلية جزءا منه: «يمكنني أن أقول بكل فخر إن دعمنا لأوكرانيا ثابت».
واعتبر أن الدعم الذي تقدمه پولندا لأوكرانيا وللأوكرانيين «عظيم فعلا». وأضاف: نواجه تحديات عدة لكننا واثقون في قدرتنا على تخطيها. وأكد أن أميركا بحاجة لپولندا كما تحتاج پولندا لأميركا.
من جهته، شدد الرئيس الپولندي أندريه دودا على أن وارسو ترى «أن الولايات المتحدة ساهرة على النظام العالمي» بفضل بايدن.
وقبيل مغادرته عائدا إلى واشنطن، يلتقي بايدن اليوم الأربعاء قادة مجموعة «بوخارست التسع» من الكتلة الشيوعية السابقة التي انضمت إلى «الناتو»، وهي: پولندا رومانيا وبلغاريا وإستونيا والمجر ولاتفيا وليتوانيا وتشيكيا وسلوفاكيا.
من جهته، ندد مستشار الأمن القومي جايك سوليفان باتهامات بوتين الذي اعتبر ان التهديد الغربي ضد روسيا مبرر لغزو أوكرانيا. وقال للصحافيين: «لا أحد يهاجم روسيا. هناك نوع من السخافة في فكرة أن روسيا كانت تتعرض لشكل من أشكال التهديد العسكري من أوكرانيا أو من أي طرف آخر».