حذر مسؤول في الحكومة السورية من أن 5% من الأبنية في سورية فقط خضعت لضبط الجودة أثناء التشييد، بينما بقية الأبنية غير معلوم مواصفات مواد البناء الداخلة المستخدمة فيها.
وقال عضو لجنة «الكود السوري»، عصام ملحم، لإذاعة «ميلودي إف إم» المحلية أمس الأول، «إذا طلبنا في سورية إجراء إحصاء للأبنية التي نفذت فلن تتجاوز نسبة تنفيذ إجراءات ضبط الجودة بأفضل الأحوال الـ 5% فقط، ومعظم الأبنية لا نعلم كيف نفذت ولا مواصفات المواد التي تم استخدامها».
وأوضح ملحم أن من ينفذ المنشآت الهندسية في سورية، هم إما مهنيون أو مقاولون، وأغلب المقاولين لا يمتلكون معرفة علمية في البناء.
وأشار إلى عدم وجود أي نظام هندسي أو قانون يتابع أعمال التنفيذ، وإنما يقتصر التدقيق على مهندس مشرف يتسلم حديد التسليح في أثناء التركيب. وبعض المقاولين يتلاعبون بكميات التسليح وبالجملة الإنشائية الحاملة للجدران، والجدران المقاومة للزلازل المسلحة ويستبدلونها بجدران من البلوك للتوفير.
وتعد لجنة «الكود السوري» المسؤولة عن وضع نظام يحكم تصميم وتنفيذ وتشغيل وصيانة المباني والمنشآت البيتونية لتحقق الحد الأدنى المقبول من مقاييس السلامة والصحة العامة، وتكون صادرة عن نقابة المهندسين في سورية.
ويصدر «الكود السوري» بشكل غير منتظم على مدار السنوات، بدءا من الطبعة الأولى عام 1992، وأحدثها طبعة عام 2013. وعزا عضو اللجنة، عصام ملحم، انهيار أبنية حديثة عندما حصل الزلزال، لتنفيذ المقاول البناء دون أي متابعة أو اختبارات.
وأرجع الأسباب أيضا لمشاكل في التصميم أو بالتنفيذ، والمواد أو العناصر الإنشائية المستخدمة في البناء، أو خلل في اختبارات التربة.
وتنبأ ملحم بخسائر أكبر في حالة حدوث زلزال آخر في سورية، لأن أبنية المخالفات في المناطق العشوائية «غير سليمة إنشائيا»، مطالبا بإيجاد صيغة لإعادة تنظيم هذه المناطق وبناء أبنية حديثة من قبل شركات متخصصة.
وتطرق ملحم، خلال حديثه الى مشكلة المباني المنتشرة في سورية دون أن يكتمل بناؤها وإكساؤها (على الهيكل). وقدر عددها بمئات الآلاف من الشقق السكنية، التي تعد هدرا للمال بسبب تشييدها وعدم استثمارها.
وحذر ملحم من أن الأبنية التي تبقى على الهيكل لعشرات السنين أو أكثر هي عرضة بشكل أكبر للتأثر بالظروف المناخية وبالأخص في المناطق الساحلية، حيث عامل الرطوبة يؤثر على فولاذ التسليح ويتسبب بتآكله أو صدئه.
وحين إكمال المقاول البناء بعد عشر سنوات نتيجة عدم الإشراف الهندسي يكون المبنى غير مقاوم أو آمن.