تضاربت المعلومات حول وجود مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في طهران لإجراء مفاوضات حول البرنامج النووي الايراني، حيث قال وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، إن مسؤولي الوكالة سيزورون طهران الأيام المقبلة، وسبقه رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية بتصريح أكد فيه وجود المسؤولين في البلاد وأنهم بدأوا بالفعل مفاوضات وزيارات «لإزالة لبس سببه أحد المفتشين».
وذكر الوزير في إفادة صحافية مع نظيره العراقي في بغداد، انه «في إطار المفاوضات سيتوجه مسؤولو الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران خلال الأيام المقبلة». وأضاف «نتمنى أن يتوصل مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى اتفاق مع منظمة الطاقة الذرية الإيرانية من منظور فني غير سياسي».
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية للأنباء في وقت سابق، عن محمد إسلامي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قوله إن مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية موجودون في طهران وبدأوا مفاوضات وزيارات وعمليات تدقيق لإزالة «أوجه لبس سببها أحد المفتشين».
ونقل عن إسلامي قوله امس «من خلال التواصل والتنسيق نمنع ظهور أوجه التباس جديدة وتعطيل تعاوننا مع الوكالة».
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية في بيان امس، أن اثنين من موظفي السفارة الإيرانية شخصان غير مرغوب فيهما وطالبتهما بمغادرة البلاد احتجاجا على إصدار حكم في إيران بإعدام مواطن ألماني.
وقالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك في بيان، إن ألمانيا استدعت أيضا القائم بالأعمال الإيراني بسبب نفس الموضوع، مضيفة أنه «تم إبلاغه بأننا لا نقبل التعدي السافر على حقوق مواطن ألماني».
وتابعت «نطالب إيران بإلغاء حكم الإعدام بحق جمشيد شارمهد، وأن تتيح له إجراءات استئناف منصفة وفقا للقانون».
من جهته، ندد المستشار الألماني أولاف شولتس بالحكم ووصفه بأنه غير مقبول ودعا إيران إلى إلغائه. وكتب شولتس على تويتر «النظام الإيراني يحارب شعبه بكل طريقة ممكنة ولا يعير حقوق الإنسان أي اهتمام».
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية امس، إن القنصلية تعمل على تقديم مزيد من الدعم إلى شارمهد وانها تتواصل مع أقاربه. وأضاف المتحدث «سنواصل تقديم الدعم القنصلي كلما أمكن ذلك. لقد أوضحت بالفعل مدى صعوبة ذلك في إيران». وتابع «هذا حكم ابتدائي وسنتابع تطور الموقف».
في غضون ذلك، استدعت إيران القائمة بالأعمال البريطانية في طهران إيزابيل مارش للاحتجاج على تصريحات قالت فيها لندن إن طهران وجهت «تهديدات» لصحافيين يعملون في المملكة المتحدة حسبما ذكرت وسائل إعلام حكومية امس.
جاءت هذه الخطوة ردا على استدعاء القائم بالأعمال الإيراني في لندن مهدي حسيني متين لإبلاغه احتجاج بريطانيا على تهديدات قالت شبكة تلفزيون إيران الدولية الناطقة بالفارسية في وقت سابق إنها اضطرتها لنقل مكاتبها من لندن.
وذكرت وكالة الأنباء الايرانية (ارنا)، أن القائمة بالأعمال استدعيت إلى وزارة الخارجية الإيرانية «احتجاجا على استمرار حكومة بلادها في توجيه التهم الواهية الى ايران التي لا أساس لها من الصحة».
كما فرضت وزارة الخارجية الإيرانية أمس الأول عقوبات جديدة على العديد من الأفراد والكيانات في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بسبب «دعم الإرهاب والتحريض على العنف».
وقالت الوزارة في بيان إن الخطوة «الانتقامية» تستهدف الذين يدعمون الإرهاب والجماعات الإرهابية، والذين يشجعون على الأعمال الإرهابية والعنف ضد الإيرانيين ويتدخلون في الشؤون الداخلية لإيران وينشرون معلومات كاذبة عنها والذين يصعدون «الإرهاب الاقتصادي» ضد البلاد.
وأضافت أن العقوبات، التي تشمل 13 كيانا و15 فردا من الاتحاد الأوروبي وثمانية بريطانيين، تتضمن حظر الحسابات والمعاملات في ظل النظامين المالي والمصرفي الإيراني وتجميد أصولهم داخل إيران، وحظر إصدار تأشيرات لهم وحظر دخولهم إلى الأراضي الإيرانية.