شعب الكويت أهلي وأحبتي لهم في داخل الفؤاد كل الحب والتقدير والله يجمعني معهم دوم على الفرح والمسرات. ودائما تكثر الأفراح في شهر الربيع لما له من حلاوة وتكثر فيه أعياد البلاد، والله يجعل هذا الوطن في أمن وأمان، وأعياد الكويت بالتحرير والعيد الوطني لها حلاوة في قلوب أهل الوطن وأيضا يشاركنا الأفراح جميع دول الخليج لحبهم للكويت وشعبها.
كنت مدعوة لحفل زفاف بنت صديقة غالية علي وبعض الضيوف- سامحهم الله - يأتون قبل موعد الدعوة كي يكون لهم نصيب الأسد في الجلوس في الصف الأمامي مع أن جميع الصفوف محشومة ومكرمة، وأنا برأيي الصف الأول لأهل المعاريس وكبار السن لوجود درجات تعوقهم عن صعود الدرج. ولكن عندما أخبرتني أم العروس بأن بعض الناس فقط مدعوون وليست لهم صلة قرابة، فقط هم أصدقاء، ومدعوون يأتون قبل الموعد وكي لا تفوتهم صلاة العشاء يصلون بمسجد الفندق.
ثم يدخلون ينتقون أقرب مكان ويضعون شنطة اليد والطرحة لمن أوصاهم بالجلوس معهم في الصف الأول، بينما من يأتي بالموعد المحدد يجد أن الشنطة والشال أخذ مكانهم في الحجز، وهذا شيء يحرج صاحبة الفرح من الطرفين أهل العروس وأهل المعرس.
وللأسف بعضهم ينبههم إلى أن هذا المكان لأهل المعاريس المقربين وهنا تأتي (العوابه بالرد) اللي يجي قبل يقعد في المكان الذي يناسبه غير مكترثين بالإحراج لأهل المعاريس الذين يأتون بكراسي إضافية تسد الممرات لكبار سن المقربين ويعوقون خدمة الضيوف من سد الممرات. هذا شيء والآخر الذي يجب علينا تغيره «الفسق الزايد في الصرف».
في وطني الغالي الحبيب أشياء يجب علينا مراعاتها ليتمتع أهل العروسين بهذه المناسبة الجميلة وعدم الإسراف والمبالغة حتى ولو كان أهل المعاريس من القادرين على الإنفاق، فمثلا الإسراف في بطاقات الدعوة التي لم يعد لها لزوم فقط كرت صغير للدخول كما اتجهت بعض العوائل للأفراح في الفنادق لو كان الغرض فقط من إقامة الفرح في الصالة أن البيت لا يتسع لهذه الوليمة لكان في الأمر سعة، ولكنها أصبحت مجالا خصبا للتفاخر من حيث غلاء هذه الصالة أو ذلك الفندق وما يقدمه من خدمات، وأصبحنا نسمع أن هناك أناسا يدفعون الآلاف في الليلة الواحدة لهذا الفندق أو ذاك.
نسأل الله الهداية لنا ولهم. كما أن فستان العروسة أيضا من أنواع المبالغ فيه بالسعر لما ينفق فيها من أموال طائلة، وما هي إلا لبسة واحدة في ليلة واحدة فقط، وإذا أشير على هذه العروسة بأن البساطة هي الجمال شمخت بأنفها وهزت كتفيها وقالت كيف ألبس فستانا لا يحمل اسم مصمم معروف وفي ليلة العمر.
كما أن ملابس الحاضرات لا يخفى علينا ما ينفق على مثل هذه الملابس من نفقة باهظة ثم تستنكف المرأة أن تلبسها مرة أخرى بحجة رؤية الناس لهذه الملابس في حفلات سابقة.
كما أن التبذير في المأكولات ورمي الأطعمة، وقد ظهر في هذه الأيام جمعيات حفظ النعمة جزاهم الله خيرا يحفظ ويوزع للعمال والمحتاجين. وأصبحنا نسمع عن الورود والزهور التي توضع وكذلك الحلوى وأفخر أنواع الحلاويات المختلفة، وكلها لا تؤكل فقط إكراما للضيف وبعدها البوفيه الذي يعد لألفي شخص واكثر ولا يؤكل ربعه.
والله حبايبي، أنتم ما كان هينا وبسيطا يزين ويجب علينا التفكير والاقتصاد فإن النعمة زوالة إذا لم نحافظ عليها، وليكن ما صرف وديعة للمعاريس تنفعهم في مستقبل حياتهم. ألف مبروك لجميع المعاريس، والله يسعدهم ولا يشمت بهم عدو أو حاسد، ونبلغ في ذريتهم.