في أعيادنا الوطنية، نحتار كيف نعبر عن مظاهر فرحنا لوطننا الغالي: نرفع علمه من أعلى منازلنا، ونزين به سياراتنا، أم نضيء المطاعم والدكاكين بأضوائه الأخضر والأبيض والأحمر وشبيه الأسود، ونشعل السماء بضياء الألعاب النارية، أم ننشد النهام ليشنف أسماعنا بـ «هولوا» الماضي أيام الغوص، ونرقص العرضة ملوحين بالسيوف، وتصدح الأجواء بالموسيقى العسكرية الوطنية الحماسية، ونسترجع أفلام حرب العاصفة.
أم نحتفل بترك فلذات أكبادنا يلهون بالبالونات المائية ليضحكوا من أعماق قلوبهم وسط ضحاياهم من المارة والسيارات، أم نقيم ندوات «فش الخلق» لجلد المفسدين بألسنتنا، ونسطر التواصل الاجتماعي بكلمات النقد اللاذع ومشاهد تبعث برسائل الحسرة والألم على وطن تراجع تنمويا وسياسيا وتشريعيا وشعبيا، أم....!
وتكثر الاختيارات، لكنني وجدت أفضل احتفال بأعيادنا الوطنية في أن نهدي الزهور والورود إلى مواطنيه الصابرين بإيجابية، المتشبثين بإخلاص ببلادهم رغم حرقة قلوبهم، وقهرهم على وطنهم المظلوم من المعتدين والمفسدين، مستمرين في العطاء والتضحية بلا منة ولا ضجيج، الغيارى الذين تنشد ضمائرهم بكبرياء:
«بلادي وإن جارت علي عزيزة
وأهلي وإن ضنوا علي كرام».
إليك أيها المواطن والمواطنة الزهور والورود في عيد وطنك!
[email protected]