بيروت - عمر حبنجر
الصراع القضائي - المصرفي - الحكومي على أشده، فمجلس القضاء الأعلى عارض قرار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الموجه إلى وزير الداخلية بسام مولوي، حول منع الأجهزة الأمنية من الاستجابة لتعليمات القاضية غادة عون، ودعاه إلى الرجوع عنها.
والمصارف التي كانت بصدد تعليق إضرابها اليوم، قررت تعليقه لمدة أسبوع فقط، بناء على تمني رئيس الحكومة.
وأدى البيان الصادر عن رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود، وليس عن المجلس الذي لم يكتمل نصابه، إلى استياء الرئيس ميقاتي الذي اتصل بالقاضي عبود معاتبا، وكان جوابه انه إذا ارتكبت القاضية عون خطأ، فليس علينا معالجة الخطأ بخطأ أكبر.
هذا الرد استدعى ردا آخر من ميقاتي جاء فيه: ان الخطأ بدأ من مجلس القضاء الأعلى المعطل، بسبب انقسامه وبسبب رفضه البت بطلبات دعاوى، منتهيا الى القول: فليقم مجلس القضاء الأعلى بدوره، فأتراجع عن قراري.
وقال النائب فادي كرم، عضو تكتل الجمهورية القوية، عبر تويتر: للأسف، تحول عدد من القضاة في لبنان الى أدوات للقضاء على المصارف في لبنان.
على أن إذاعة «صوت المدى» الناطقة باسم التيار الحر، ردت قرار الرئيس ميقاتي، المتعلق بالقاضية غادة عون، الى ما وصفته بمعركة «التحرر من المنظومة التي أطلقها الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون في اللقاء الشبابي التياري الاسبوع الماضي، وانه جن جنون ميقاتي وانتفض على غادة عون، بدلا من ان ينتفض معها».
والراهن ان التيار الحر ما فتئ يتصرف وكأنه مازال محور الكون، وفي حين كان يتحدث عن جنون ميقاتي، كان الأخير يعلن عن جدول أعمال الجلسة المرتقبة لمجلس الوزراء يوم الاثنين مع جدول أعمال من 7 بنود تتناول مراسيم مالية وتعويض إنتاج للموظفين وبدل نقل للعسكريين.
وبينما تمر علاقة التيار بمرحلة متوترة مع حزب الله منذ مشاركة وزراء الثنائي الشيعي في جلسات الحكومة، يواجه التيار حالة ابتعاد مسيحي من حوله، بدليل طرح الأسماء المتداولة لرئاسة الجمهورية، والتي لم يكن اسم رئيس التيار بينها ولا مرة. علما ان مصادر التيار وبالتحديد قناة «او تي ڤي» أكدت ان باسيل سيرشح نفسه للرئاسة.
ويعيش لبنان في أزمة مفتوحة، مع بدء مرحلة الانهيار الشامل منذ ثورة 17 أكتوبر 2019، ثم جاء الفراغ الرئاسي ليعمقه، ولا يزال.
ويقول البروفيسور فيليب سالم، في افتتاح المؤتمر الاستثنائي للجامعة اللبنانية الثقافية في المكسيك: ان لبنان وطن اغتاله سياسيوه، اغتاله أناس من أهله، لكننا مصممون على انتشاله من موته».
ورأى سالم وهو خبير بالأمراض السرطانية، ان إيران أصبحت اليوم سمسار النفوذ الرئيسي في لبنان، بسبب استراتيجيتها التوسعية في العالم العربي، حيث بات حزب الله يمثل الذراع العسكرية لإيران في لبنان وتحولت الى القوة المهيمنة في البلد.
أما رئيس حزب«القوات اللبنانية» د.سمير جعجع، فقد أكد في مجلس حزبي «إن التحدي الأساس الذي يواجه لبنان في هذه المرحلة، يكمن في عبور «الصحراء السياسية» التي دخلها لبنان، في ظل شغور رئاسي وانهيار مالي وانقسام سياسي وغضب شعبي، ومن يعبر هذه الصحراء، ويبقى على قيد الحياة سياسيا يكون المنتصر القادر على إعادة هندسة أمور البلاد طبقا للدستور القائم والمرجعيات التي يجمع عليها أهل البلد».
وشدد على «حتمية الصمود في الأرض، والخيارات والمبادئ والقناعات، ولا خيار آخر غير الصمود الذي من خلاله نستطيع تجاوز صعوبات الحياة اليومية قبل السياسية».
أما بخصوص الادعاء على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة فثمة معطيات، توحي بأن الادعاء عليه لمصلحته! فقد شددت مصادر مطلعة على ان أطرافا نشطة في المنظومة، ترفض رفضا قاطعا، تسليم سلامة الى الجهات القضائية الأوروبية، فكانت «التخريجة» المطلوبة، محاكمته محليا، لمنع خروجه من البلاد.
ومعلوم ان الاتهامات الموجهة الى سلامة وشقيقه رجا، هي ثمرة تحقيق استمر 18 شهرا، بشأن ما اذا كانا اختلسا أكثر من 300 مليون دولار من مصرف لبنان، بين 2002 و2015.
في غضون ذلك، استقبل الرئيس ميقاتي في السراي أعضاء الفريق اللبناني الذين تم تكليفهم بمهمة تقديم الدعم للدولتين التركية والسورية. وقال ميقاتي: أملنا ان نبقى متضامنين، وهذه رسالة أوجهها الى جميع السياسيين.