لابد لنا أن نقف إجلالا وتقديرا للمغفور له سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الذي قاد معركة تحرير البلاد دون أن يعطي للمحتل أي فرصة للنيل من الشرعية المتمثلة في سموه.
كان حزب البعث الفاسد، الذي كان يتولى السلطة في العراق برئاسة صدام حسين، الذي هزم في كل المعارك التي خاضها، دائما ما كان يرفع شعارات يخدع بها الشعب العراقي والشعوب العربية، حيث ادعى عند محاربة إيران أنه يدافع عن البوابة الشرقية للأمة العربية. لقد أشغل صدام العالم بحربه مع إيران ودفع بالشباب العراقي إلى معارك فاشلة لمدة ثماني سنوات، وعاد يجر أذيال الخزي والعار بعدما لم يتمكن من أن يحقق أي انتصار في معركته مع إيران، وشعر بمر الهزيمة وأراد أن يصرف الشعب العراقي والعربي عن فشله في حربه على إيران فقام بسحب قواته من إيران، وكان من المفروض أن تعود قواته الى العراق ليلتقوا أهاليهم حيث كانوا ينتظرون هذه اللحظة بعد 8 سنوات في حرب فاشلة مع إيران، ووجه جيشه لاحتلال الكويت بحجة انه يريد انتزاع الكويت وضمها للعراق لادعائه أن الكويت جزء من العراق، وعين لها قائمقام الكويت بدرجة محافظ، وحاول المستحيل لكسب تأييد الكويتيين، إلا أن أهل الكويت رفضوا مخططاته لاحتلال بلادهم وتشكيل حكومة للكويت تتبع العراق، ففشل في أن يجد بين الكويتيين من يوافق على مؤامرة صدام لضم الكويت الى العراق، وحاول محاولة فاشلة أخرى، حيث اختار بعض الشباب وأجبرهم على القبول بتشكيل الحكومة التابعة للعراق، ولم يجد أي تأييد أو ترحيب من الكويتيين، وظل هكذا حزب البعث الفاسد بقيادة صدام حسين يبحث عن وسيلة لضم الكويت، ففشل فشلا ذريعا، حيث لم يجد من الكويتيين من يقبل بالمؤامرة التي أعدها صدام لاحتلال الكويت.
على الجانب الآخر، واصل سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد جهوده السياسية، حيث قام بإلقاء خطاب في مجلس الأمن ولاقى ترحيبا كبيرا من أعضاء مجلس الأمن ووقف الجميع ليصفقوا للأمير الشيخ جابر الأحمد الذي هزه الموقف فدمعت عيناه لما لاقاه من ترحيب وتأييد من دول العالم. وقام «أمير القلوب» الراحل بزيارة عدة دول عالمية ومنها فرنسا وبريطانيا، وفي فرنسا تحاور مع الرئيس الفرنسي ميتران الذي قال لسموه حينها «أنت يجب أن تفخر وترفع رأسك بالكويتيين الذين يرابطون في الكويت ورفضوا التعاون مع صدام.. بينما وجد هتلر عندما غزا فرنسا من يتعاون معه».
وواصل جابر الخير، رحمه الله، نضاله ونشاطه، حتى استطاع أن يحصل على تأييد دولي لتحرير الكويت، فساهم في التحرير أكثر من 32 دولة في تحرير الكويت، وتم بفضل المولى القدير التحرير وطرد المحتل من كل التراب الكويتي، وعاد سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد وأعضاء الشرعية الكويتية إلى الكويت، وسجد سموه لله تعالى شاكرا عند ملامسة قدميه أرض الكويت.
لكل ما سبق لابد لنا أن نحيي الأمير الراحل سمو الشيخ جابر الأحمد وكل أعضاء حكومته لنجاح مساعيهم وجهودهم لإنجاز تحرير الكويت.
ومن أقوال المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، «إن ما وصلت إليه الكويت من مكانة وسمعة دولية مرموقة إنما يرجع الفضل فيه إلى تكاتف أبناء هذا البلد وتماسكهم وتعاضدهم، وعلينا اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نحافظ على هذه الصفات الأصيلة لأسرتنا الكويتية الواحدة وأن نرعاها ونزيدها وثوقا على مر الأيام».
والله الموفق.