مشاكس مع صبيان الفريج، حتى كانت والدته تصر على أبيه أن يأخذه معه إلى دكانه في سوق البشوت ليعطيه مهمة جلب البريد الوارد، ليستغل هذه المهمة «لمناشبة» أصحاب المكاتيب الواردة يترجاهم بإعطائه الطوابع منها، واستمرت الحياة معه سريعا كجرة خط قلم، تتدرج فيه من كونه طالبا جامعيا ثم محاميا ثم نائبا ووزيرا للنفط، وفي ذات الوقت كاتبا يقرأ له الجميع: المتعاطف معه والمعترض عليه، له غيرة لا يخفيها حتى أطلق عليه المتضررون من سلاطة قلمه لقب «الشيعي الليبرالي»! رغم أن بعض أفكاره ليست بالضرورة مقبولة، بل مرفوضة عند الطرفين، لكن الجميع يشهد بأنه كان مدافعا شرسا عن مصالح الكويت، حتى وفاته كانت في ذكرى يوم «عيد التحرير».
رحمه الله، كانت حقيقة الموت ماثلة أمامه، وكأنه يذكر بحقيقة يعلمها الجميع ولا يعملون بها كلهم، يدحرجها في سوق سراق المال العام متسائلا بقلمه رحمه الله تعالى:.... «هل أدخل القبر معه دينار أو جنيه استرليني أو دولار؟!» الجواب لا.. فقد دفن كما ولدته أمه. وهذه رسالة لحراميتنا الكبار، سيحتويكم التراب في قبوركم من كل النواحي، ولن يكون هناك من يخدمكم أو تشترون به فنجان قهوة في تلك القبور، بل سيستمتع بالأموال أولادكم وأحفادكم، مع لعن واحتقار العالم لهم ليل نهار. فهل فكرتم بهذا قبل أن تقبض أرواحكم؟! وذممكم مشغولة بما سرقتموه من أموال هذا الشعب المبتلى بأمثالكم! فالأكفان ليس لها جيوب!». (انتهى كلامه رحمه الله).
رحمك الله أبا أحمد، الأستاذ علي أحمد البغلي، غبت فجأة، وستترك فراغا كبيرا بين الكتاب الصحافيين وعند منصات القضاء الواقف، وعند منتديات الوجهاء السياسيين والوزراء السابقين.
نعزي عائلته آل البغلي وأنسباءهم الكرام، ومحبيه الكثر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، (إنا لله وإنا إليه راجعون). الفاتحة.
[email protected]