قال تقرير صادر عن بنك الكويت الوطني إن أنشطة الأعمال في الولايات المتحدة انتعشت بصورة غير متوقعة في فبراير، وذلك وفقا لما ورد عن إس أند بي جلوبال، والتي كشفت عن ارتفاع مؤشر الإنتاج المركب لمديري المشتريات الذي يتتبع قطاعي التصنيع والخدمات إلى 50.2 هذا الشهر مقابل 46.8 في يناير.
وأنهت تلك البيانات سلسلة من التراجعات مع بقاء المؤشر في منطقة الانكماش على مدار 7 أشهر متتالية فيما يعزى إلى حد كبير لقوة أداء قطاع الخدمات، بينما ظل قطاع الصناعة ضعيفا، إذ ارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 50.5 مقابل 46.8 في يناير بعد انكماش لمدة 7 أشهر متتالية، في حين ارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الصناعة إلى 47.8 مقابل 46.9 في يناير.
وقال كريس ويليامسون، كبير اقتصاديي الأعمال في إس اند بي جلوبال انه على الرغم من الرياح المعاكسة، بما في ذلك ارتفاع أسعار الفائدة وضغوط تكلفة المعيشة، إلا أن معنويات الأعمال تحسنت في ظل المؤشرات الدالة على وصول التضخم إلى ذروته وأن مخاطر الركود قد تلاشت.
وأضاف: «تراجعت قيود العرض لدرجة أن أوقات تسليم المدخلات إلى المصانع تتحسن بمعدل لم نشهده منذ عام 2009».
وبالاتساق مع البيانات القوية التي صدرت مؤخرا والتي تشير إلى زخم الاقتصاد الأميركي ببداية العام، واصل التقرير تبديد المخاوف من أن الاحتياطي الفيدرالي قد يحافظ على مسار رفع أسعار الفائدة خلال الصيف.
وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد رفع سعر الفائدة بمقدار 450 نقطة أساس منذ مارس 2022 من قرب الصفر إلى نطاق يتراوح ما بين 4.50 و4.75%. وعلى الرغم من توقعات الأسواق التي تشير إلى إمكانية رفع أسعار الفائدة مرتين بمقدار 25 نقطة أساس في مارس ومايو، إلا أنها تراهن أيضا على إمكانية رفعها مرة أخرى في يونيو.
الناتج المحلي الأميركي
وأشار تقرير الوطني إلى أن نمو الاقتصاد الأميركي بالربع الرابع من 2022 كان أضعف مما كان متوقعا في السابق وذلك فقا لوزارة التجارة، التي استدلت على ذلك من خلال تراجع الانفاق الاستهلاكي. وبلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي في الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر 2.7% على أساس سنوي، أي أقل من 2.9% المعلن عنها في السابق.
وقالت وزارة التجارة في بيان صادر عنها: «تعكس التقديرات المحدثة في المقام الأول مراجعة هبوطية للإنفاق الاستهلاكي وهو الأمر الذي قابله تعديل تصاعدي للاستثمار في الأصول الثابتة غير السكنية». وظل معدل النمو لعام 2022 ثابتا دون تغيير عند مستوى 2.1% على أساس سنوي.
ويأتي هذا التعديل في الوقت الذي أدت الجهود الحثيثة للاحتياطي الفيدرالي للحد من الطلب وتقليص ضغوط الأسعار إلى التأثير على الإنفاق الاستهلاكي وبالتالي حدوث ركود في القطاع السكني. إلا أن سوق العمل والاستهلاك الكلي ظلا في وضع جيد مما عزز آمال تحقيق «هبوط سلس» للاقتصاد والذي يتمثل في تراجع معدلات التضخم دون أن يؤدي ذلك إلى انكماش كبير.
تحركات الأسواق
ارتفع مؤشر الدولار يوم الجمعة الماضي إلى أعلى مستوياته المسجلة في سبعة أسابيع، حيث تفاعل المستثمرون مع مجموعة من البيانات الاقتصادية القوية التي قد تسمح لأسعار الفائدة بالبقاء مرتفعة لفترة أطول. في المقابل، تذبذب أداء الين الياباني وانخفض بشكل حاد بعد أن صدرت تصريحات عن محافظ بنك اليابان الجديد كازو أويدا قائلا إنه من المناسب الابقاء على السياسة النقدية التيسيرية. من جهة أخرى، فقد كل من اليورو والجنيه الإسترليني نحو 2.8% من قيمتهما حتى الآن خلال الشهر الجاري بعد بداية قوية لهذا العام.
انتعاش مفاجئ بالمملكة المتحدة
بعد ستة أشهر من انخفاض الإنتاج، انتعش النشاط في فبراير وأعلنت غالبية الشركات عن نمو أنشطتها للمرة الأولى منذ يونيو 2022. وارتفعت قراءة مؤشر مديري المشتريات المركب الصادر عن أس اند بي جلوبال، والذي يتتبع التغيرات الشهرية لأداء قطاعي التصنيع والخدمات، إلى 53 هذا الشهر مقابل 48.5 في يناير ـ أي أعلى بكثير من توقعات بانكماشه إلى 49. ويتتبع المؤشر سلسلة من البيانات المشجعة التي توضح تجنب الاقتصاد بصعوبة الوقوع في براثن الركود خلال الربع الرابع من عام 2022، إذ تراجع معدل التضخم وظل سوق العمل مرنا. وساهم مقدمو الخدمات بصفة خاصة في تعزيز الانتعاش، إذ ارتفع المؤشر إلى 53.3 مقابل 48.7 الشهر السابق، وظل الطلب قويا على الرغم من الضغوط التي تعرض لها الإنفاق الاستهلاكي. وبالانتقال إلى القطاع الصناعي، نلحظ مساهمة طلب العملاء وكذلك تحسن سلاسل التوريد في تعزيز إنتاج المصانع، مما أدى إلى وصول المؤشر إلى أعلى مستوياته المسجلة في تسعة أشهر عند مستوى 51.6 في فبراير.
وكان معدل التضخم الكلي قد بدأ في التراجع إلى 10.1% في يناير مقابل مستوى الذروة الذي وصل إلى 11.1% في أكتوبر 2022، مما عزز التوقعات بأن بنك إنجلترا قد يتوقف قريبا عن رفع أسعار الفائدة. وفي اجتماعه الأخير، رفع بنك إنجلترا سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، لتصل بذلك إلى أعلى مستوياتها في 15 عاما عند مستوى 4.0%.