أثارت تصريحات مسؤولين في وزارة الزراعة السورية، عزو فيها تراجع إنتاج البيض وارتفاع سعره إلى الهلع الذي اصاب الدجاج نتيجة الزلزال المدمر وجعله يتوقف عن انتاج البيض، موجة من السخرية والانتقاد على مواقع التواصل الاجتماعي لجهة لا معقولية التصريحات وتناقضها مع تصريحات مسؤولين آخرين، معتبرين ان هذه التصريحات مقدمة لرفع سعر البيض والدجاج.
وكانت صحيفة «الوطن» الموالية نقلت عن مدير المؤسسة العامة للدواجن التابعة للوزارة سامي أبو دان قوله إن الزلزال أدى إلى «انخفاض إنتاج البيض بنسبة 20 ـ 30%»، مشيرا إلى أن ذلك الانخفاض استمر حتى اليوم الخامس من الزلزال قبل أن تعود الأمور إلى طبيعتها.
وأضاف أبو دان أن تأثير الزلزال على قطاع الدواجن «لم يكن كبيرا جدا كما روج له من ناحية النفوق، حيث أدى الزلزال إلى نفوق نحو 10 ـ 15% من الدجاج المخصص للتربية، نتيجة للتجمعات التي تسببت باختناقات»، على حد زعمه.
وكان مدير الصحة الحيوانية في المؤسسة حسام عبداللطيف قال في تصريح لصحيفة «البعث» عقب أيام من الزلزال إنه تسبب بتدمير عدد من المداجن وإلحاق خسائر فادحة بهذا القطاع، لافتا إلى أن الهزات الأرضية أحدثت تغييرا في سلوك القطعان داخل المداجن وإصابتها بحالة عصبية شديدة، إضافة إلى الخوف وتجمعها فوق بعضها البعض في زوايا الحظائر لفترات طويلة، وبالتالي حدوث حالات إجهاد شديدة ونفوق أعداد كبيرة منها بسبب الاختناق الناتج عن هذا التجمع.
ونقل موقع «أثر برس» تصريح أمين سر غرفة زراعة دمشق وعضو لجنة مربي الدواجن محمد جنن بأنه في محافظة حمص نفقت ما نسبتها 1% فقط من الدجاج البياض في المداجن نتيجة الزلزال، مبينا أن الدجاج ذا اللون الأبيض حساس جدا أكثر من النوع الأحمر، وعند حدوث الزلزال تجمعوا في زاوية واحدة فوق بعضهم ما أدى إلى نفوقهم.
وفندت تقارير اعلامية هذه التصريحات، مؤكدة أن التأثير الأكبر للزلزال كان على الجنوب التركي وشمال غربي سورية، إلا أنه لم تسجل حالات توقف إنتاج البيض ونفوق الدجاج في مداجن المنطقتين المذكورتين، فيما تتركز معظم مداجن الحكومة في المناطق المفتوحة بريف دمشق والمنطقة الوسطى والساحل، وهي مناطق كانت اقل تأثرا بالزلزال نسبيا، خاصة أن تصميم المداجن والمواد المستخدمة فيها نادرا ما تتأثر بالهزات الأرضية وعوامل الجو المباشرة، بحسب تقرير لموقع تلفزيون «سوريا».
وهو ما أكده جنن أيضا، مشيرا الى ان محافظتي اللاذقية وحلب المنكوبتين ليس فيهما أعداد كبيرة من المداجن فمعظم الاعتماد يكون على المداجن الموجودة في دمشق وريفها، حيث تشكل محافظة ريف دمشق 75% من طاقة إنتاج الدجاج البياض، أما تربية الدجاج المخصص للحوم ينتشر في حماه والساحل السوري، ولم تصل معلومات عن أضرار نتيجة الزلزال.
وأكد من جهته، أنه لا تحدث حالات عصبية عند الدجاج تمنعه من البيض، لافتا إلى أن سبب انخفاض الإنتاج هو ارتفاع سعر العلف وعدم الانتظام بالخطة العلفية فالمربي يلجأ لإطعام الدجاج الخبز اليابس أو الذرة من دون الصويا وهذا ما يؤدي إلى انخفاض الإنتاج وليس له علاقة بالموضوع النفسي.
وأثارت هذه التصريحات المتناقضة جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل المواطن حنا: شو وضع البصل كمان بسبب الهلع من الزلازل انفقد من السوق؟ في اشارة الى الارتفاع الكبير في سعر البصل ايضا واختفائه من بعض المناطق.
وقال سامح ان هذه التصريحات مقدمة لرفع سعر البيض والفروج. وكتب معلق آخر لقب نفسه بـ «الرفيق جوهر»: «حتى قلة البيض حطيتوها بضهر الزلزال؟».
ودعا محمد بسخرية إلى تشغيل موسيقى للدجاج كي «ترتاح نفسيتن وعطوهن حب مهدئ»، وتساءل آخرون «لهيك صارت البيضة بألف ليرة».
وبالرغم من تحميله الزلزال مسؤولية الخسائر الكبيرة، إلا أن مدير الدواجن عاد مجددا ليربط قضية ارتفاع أسعار الفروج وأجزائه في الأسواق بارتفاع سعر العلف وندرة المحروقات، وقال «إن أسباب ارتفاع سعر الفروج لم تختلف عن السابق حيث يعاني المربون سواء بالقطاع العام أم الخاص من ارتفاع في أسعار الأعلاف، إذ وصل سعر الطن الواحد من الصويا إلى 9 ملايين ليرة، بينما لا يتجاوز سعره في دول الجوار كلبنان مثلا نصف سعره محليا».