بعد أن ساهمت الصناديق التي تعتمد على النماذج والإحصاءات والتي تعرف بـ«Quants» في تغذية الارتفاعات الأخيرة لبورصة وول ستريت، يبدو الآن أن الصورة أصبحت مغايرة، مع توجه هذه الصناديق نحو بيع الأسهم في حال انخفض مؤشر «S&P»، تحت مستويات دعم فنية معينة، وفقا لتحذيرات أطلقها بنك جي بي مورغان تشايس.
وقال البنك إنه في حال تراجع المؤشر تحت متوسط 200 يوم ستضطر هذه الصناديق إلى بيع ما قيمته 50 مليار دولار من الأسهم، علما بأن المؤشر وقف بإغلاق أول من أمس أقل بـ1% فقط من هذه المستويات.
ومن المقرر أن تزداد الرياح المعاكسة للأسهم الأميركية أكثر في مارس، مع تعرض الأسهم لضغوط من الأرباح المتعثرة والتقييمات المرتفعة، وفقا لاستراتيجي «مورغان ستانلي».
وكتب المحللون في «مورغان ستانلي»: «نظرا لوجهة نظرنا بأن ركود الأرباح لم ينته بعد، نعتقد أن شهر مارس هو شهر ذو مخاطر عالية كونه سيشعل محركات الانخفاض التالية للأسهم».
وتأتي التعليقات الأخيرة بعدما احتل الاستراتيجيون بقيادة مايكل ويلسون المرتبة الأولى في استطلاع المستثمر المؤسسي العام الماضي بعد التنبؤ بشكل صحيح بعمليات البيع في الأسهم، وفقا لما ذكرته «بلومبرغ»، واطلعت عليه «العربية.نت».
وقال ويلسون إن قيام المحللين بالتوقف عن خفض تقديراتهم لأرباح الشركات مؤقتا لفترة الـ12 المقبلة قد أذكى بعض تفاؤل المستثمرين، ومع ذلك، فإن الأسواق الهابطة تتميز عادة بتوقعات مسطحة بين مواسم الأرباح الفصلية قبل استئناف الاتجاه الهبوطي.
وكتب في ملاحظته: «تميل الأسهم إلى اكتشاف ذلك مبكرا بشهر والتداول على انخفاض، وقد أوضحت هذه الدورة هذا النمط تماما».
وانخفض مؤشر «S&P 500» لثلاثة أسابيع متتالية وسط مخاوف من أن التضخم الأميركي اللصيق يزيد من احتمالية زيادة الاحتياطي الفيدرالي في أسعار الفائدة، وجاء ذلك بعد ارتفاع بنسبة 17% عن أدنى مستوياته في أكتوبر، مدفوعة بآمال بأن البنك المركزي الأميركي سيبتعد قريبا عن موقفه المتشدد.
وفيما أشار إلى أن مؤشر «S&P 500» قد استعاد متوسطه المتحرك لمدة 200 يوم، قال ويلسون: «نعتقد أن هذا الارتفاع هو مصيدة للثيران».
ويرى أنه لتأكيد تغير الاتجاه طويل الأجل يجب أن تنخفض أسعار الفائدة والدولار. لكن إذا تحركا لأعلى بدلا من ذلك، فمن المفترض أن يفشل الدعم الفني بسرعة.
وذكر المحلل الاستراتيجي سابقا أنه يتوقع انخفاض الأسهم في الربيع، وتوقع أن ينخفض مؤشر S&P 500 بنسبة تصل إلى 24% إلى 3000 نقطة في النصف الأول من هذا العام.