تتكرر بعض الأحداث كل عام أثناء الاحتفالات بالأيام الوطنية، خصوصا في المسيرات الوطنية التي تحدث على شارع الخليج العربي. وهناك العديد ممن يحتفلون بقذف البالونات المليئة بالماء أو الثلج أو بالحصى على الآخرين، والبعض يستخدم المسدسات القوية للماء ويبدأ بالاعتداء على الآخرين وعلى جميع المارة. لكن هل هذه فرحة أم نقمة؟ خاصة أننا نرى العديد من الإصابات في قرنية العين بسبب تلك التصرفات غير المسؤولة، وكذلك تكثر حوادث الدهس والاعتداء على العسكريين وعلى الآخرين، وتزداد القضايا في المخافر بسبب تلك الأحداث التي لا تعبر عن الفرحة، لكنها تكون نقمة لكل من يشارك في المسيرات الوطنية وما زال البعض يعاني من الإصابات إثر احتفالات سابقة.
إنني أتذكر أن احتفالاتنا الوطنية سابقا كانت منظمة، وكل المؤسسات وجهات الدولة تشارك في المسيرة الرسمية ولم يكن استخدام بالونات المياه أو المسدسات مدرجا على الاحتفالات.
إن استخدام البالونات المليئة بالمياه قد تكون غير نظيفة، ما يؤدي إلى تلوث عيون المصابين بها، وأحيانا تكون مثلجة وتؤدي إلى كسر زجاج السيارات والإصابات الأخرى لمن يقذفون بها، وكذلك فإن الأهم من ذلك هو هدر المياه، وهذا الهدر يؤدي إلى زوال نعمة الماء، لأننا يجب أن نكون شاكرين لله على نعمه، وألا نهدر المياه بتلك الطريقة، بالإضافة إلى مخلفات البالونات التي ترمى في الشارع ويجب تنظيفها من قبل عاملي النظافة.
إن الاحتفالات بهذه الطريقة لا تعبر عن الوطنية أو الاهتمام بالوطن، فهي تمثل اعتداءات على الآخرين وهدرا للنعم التي أنعم الله بها علينا والتي يجب المحافظة عليها، وكذلك لا يوجد من البعض الاحترام للعسكريين الذين تركوا بيوتهم من أجل خدمة الجميع وتسهيل الأمور والطرق لسالكيها.
أتمنى أن تنظر الحكومة في تلك الأمور وتسعى إلى إصدار قوانين رادعة لعدم هدر المياه ومنع استخدام البالونات والمسدسات وأن تعود احتفالاتنا الوطنية كما كانت في السابق تشارك بها جميع مؤسسات الدولة بالمسيرة الرسمية التي يسعد بها الجميع سواء الأطفال أو الكبار، ويتم خلالها توزيع بعض الهدايا البسيطة على الحضور ولا تنتج عنها إصابات أو عاهات دائمة.
إن الاحتفالات الوطنية يجب أن تعبر عن فرحتنا، وأن نهتم بالنعم وبنظافة الوطن، وأن يبتعد الجميع عن الاعتداءات ونكون جميعا يدا واحدة نسعد بالأيام الوطنية ولا نندم على المشاركة في تلك الاحتفالات. ومن يحب الوطن لابد أن يحافظ على نعمه حتى لا تزول وأن يهتم بنظافته وأن يتعامل مع الآخرين بالحسنى وأن يحترم العسكريين الذين يسهرون على راحة الجميع، وكل عام والجميع بخير وسعادة.