في حياة الشعوب والدول هناك أيام مجيدة تمر بها تلك الدول تعد أياما مميزة، ولها وقع وأثر في النفس يجعلها تحتفل بها بشكل مغاير عن الأيام العادية، ومن تلك الأيام ذكرى عيد الاستقلال وعيد التحرير، فتلك الأيام وبالدرجة الأولى يجب أن نستقي منها الدروس والعبر وجعلها منطلقا للمرحلة القادمة من عمر وطننا الحبيب في مواجهة المستقبل.
وتحتل هذه المناسبات السنوية مكانة خاصة في حياة الشعوب «كما أسلفنا» وترمي الدولة من خلال الاحتفال بها إلى تحقيق العديد من الأهداف السامية، مثل تعميق الانتماء والولاء للوطن، حيث إنه الغاية الأسمى من تلك الاحتفالات هو أن تكون فرصة جيدة لتعزيز الهوية الوطنية وترسيخ جذور الانتماء في نفوس المواطنين، وتذكير الأجيال اللاحقة بما قدمه أسلافهم من تضحيات بالغالي والنفيس في سبيل نصرة وطنهم وحمايتهم وحفاظهم عليه واستقاء العبرة والعظة، واستلهام روح الإرادة والعزيمة باستذكار ما قدمه أولئك الأسلاف وما سطروه من ملاحم ومواقف شجاعة علها تسهم بشكل أساسي في دعم عملية التنشئة الوطنية وتزرع حب الوطن في عقولهم ووجدانهم. وتحقيق تلك الغايات يتوجب أن يتم مهما تنوعت الآراء والأفكار والتوجهات، فحب الوطن هو الأساس في مثل تلك المناسبات.
ومن ناحية أخرى، فإن المواطن يعبر عن حبه لوطنه في شتى جوانب حياته، وفي جميع الأوقات والمواقع، إلا أن تخصيص أيام للمناسبات الوطنية هو رمز تعبيري يتميز بنكهة خاصة وله طعم آخر، للاعتزاز بالوطن، وإعلانه يوم عطلة لهو مظهر تشترك فيه كل الدول الحائزة على استقلالها وتحررها من براثن غزو أو غمة ألمت بها. لكن الاحتفال بتلك المناسبات والأيام الوطنية يقتضي تكريس فعاليات مختلف القطاعات والاتجاهات لتشارك مشاركة فعلية للجميع في تلك المناسبات الاستقلال والتحرير، وتجنب كل ما هو سلبي والبعد عن كل ما يعكر صفو أجواء الاحتفال بأي شكل كان وعدم الخروج عما هو غريب وعجيب مثلما نشهده في الكثير مما يحدث في مثل تلك المناسبات من قبل.
ومن ناحية أخرى، فإن نداءنا هنا للجميع بأن يكون الاحتفال في حدود المتعارف عليه، وتمنياتنا بأن تكون الاحتفالات بمناسبتي الاستقلال والتحرير أياما مجيدة كما نتمناها في قلوبنا دائما وأبدا، ورحم الله شهداء الكويت الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن.. والله الموفق.
[email protected]