[email protected]
من الكلمات العراقية التي يتداولها مجتمعنا الكويتي لفظة «زقنبوط»!
ومفردة «زقنبوط» من الكلمات التي تكاد تنقرض عندنا في الكويت!
ومصطلح زقنبوط يعني في اللغة العربية «السم». ففي إحدى زياراتي للإخوة في السودان وجدت أنهم يطلقون كلمة زقنبوط على الشخص الغثيث المليق فيسمونه «زقنبوط». ويقولها السوداني: هذا شخص زقنبوط لا أُريده في حياتي! ويقصد أنه شخص فظيع ولا أريد هذا الشخص (المسموم) في حياتي.
يقال إنه في زمن الحكم العثماني كان الأتراك في مصر يعاقبون بعض الخارجين عليهم بأن يحضروا العصاة المسماة في مصر (نبّوت) ثم يتم إدخالها في فم الشخص المراد تعذيبه حتى تخرج من (دبره) أمام حشود من الجمهور، وكان هذا يسمى (رق) أي إدخال الشيء في الفم دون مضغه، و(النبوت) وهي العصا، فصار (زق النبوت) أو زقنبوط!
واعتبر الناس هذه الطريقة الوحشية في التعذيب نوعا من الشتيمة.
استخدم العرب مفردة زقنبوط، خاصة العراقيين في حياتهم اليومية، وعندما يحصل شخص على شيء بالحيلة والتحايل والخداع وبلا وجه حق يقال له: أكلها زقنبوط!
وأكيد هناك ترابط بين «زقوم» و«زقنبوط»، فكلتاهما كلمتان عربيتان، فالزقوم كما هو معلوم شجرة كريهة الرائحة ثمرها طعام أهل النار، وفي القرآن الكريم (إن شجرة الزقوم طعام الأثيم)، وهذه الشجرة الملعونة كل من ذاقها كرهها ولعنها لأنها تنبت في أصل الجحيم، و(الزقم) كما ذكر طعام أهل النار.
المهم أن زقنبوط أخذت من لفظة (زقوم) وهي للتأنيب عندما يقال لك زقنبوط في بطنك!
وسمعت من أستاذي عبدالستار ناجي الناقد الفني أن هناك في الشارقة الآن مسرحية تعرض باسم «زقنبوط»!
٭ ومضة:
اتصلت بالدكتور مرزوق يوسف الغنيم، أطال الله في عمره، وسألته عن لفظة «زقنبوط» فأفاد بما يلي:
هي كلمة تركية تعني السم ونقلت الى أرض العراق وشعبها وتم تداولها أثناء الخلافة العثمانية، واستخدامها بسيط في الكويت لا يقارن بالعراق.
وعندما طلبت من «أبي عيسى» أن يعطيني مثالا على كيفية تطبيقها، فقال:
تخيل أكلة حلوة لنقل (سندويچة) وعينك فيها وسبقك أحدهم وأكلها، تقول بلا تردد زقنبوط!
الصچ ضحكت حتى أقفلت النقال!
٭ آخر الكلام:
لدى الكويتيين مفردة جميلة عكس (زقنبوط) وهي (منازل العافية)، أي عندما تعطي أحدهم نقصة أكل ويشكرك فتقول له: هنيئاً منازل العافية!
فرق بين «زقنبوط» و«منازل العافية».
٭ زبدة الحچي:
تعالوا (انزقبط) من يستحق الزقنبوط، أنت أيها المقاول الذي أخذت ميزانية الشوارع وصارت على يديك (مكسرة وخرايب) زقنبوط في الميزانية التي أخذتها!
ففي قول الأقدمين:
لو أنه جاء الى مالك
لقال أطعمني زقوما
تبقى كلمة زقنبوط ليست مسبة وإنما دعاء عليك، وتقال لمن يسلك طريق الخداع والتحايل ويستخدم الحيلة، وما أكثرهم اليوم في المشهد، فاستقيموا قبل لا تدعي عليكم الناس ويقولون لكم: زقنبوط!
في أمان الله..