لقد عني الإسلام بعمارة الأرض ورعاية الكون عناية خاصة وأولاها اهتماما مشهودا، فالله سبحانه وتعالى خلق الكون وهيأ فيه الظروف المثلى للحياة السعيدة المستقرة، ثم استخلف فيه الإنسان ليقوم بإعماره على الوجه الأكمل الذي يحقق به مرضاة ربه وخدمة بني جنسه وخدمة الكون من حوله.
وصلتني رسالة من أخ عزيز تحمل عبارة جميلة لموضوع ثار نقاشنا حوله، وهو دائما يتحفني بالرسائل الطيبة، لكن هذه الرسالة التي تضمنت فحوى نقاشنا عن كيانات الدول وسيرتها ومكانتها إقليميا ودوليا عبر النهضة الحديثة، ولعل الخير الذي وهبه الله للكويت جزاء عن عمل الخير، وبعد كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب أطبابه كلا من تركيا وسورية، هبت دول العالم إلى مد يد المساعدة والإنقاذ إلى المتضررين في المدن المنكوبة وإطلاق جسر المساعدات والإغاثة لهم، وكعادتها الكويت سباقة في الأعمال الخيرية والإغاثية، وهذا ليس بغريب على كويت العز بقيادتها الحكيمة ومواقفها الراسخة قامت بتسيير جسر جوي لمساعدة المنكوبين وتقديم المساعدات لهم على وجه السرعة، حيث يتساءل الكثير عن الأمن والأمان الذي تتميز به كويت الخير وسعة خير هذا البلد وزيادة موارده بين البلدان، ختمها بعبارة استوقفتني كثيرا وجعلتها عنوانا لهذا المقال «رب العباد إذا وهب لا تسألن عن السبب» تضمنت العبارة معاني كبيرة وجميلة ترقق القلوب وتهوي الأرواح وتسكن النفوس وتهذبها.. لذا يجب على الإنسان أن يسعى ويجتهد بالبحث عن الرزق الحلال وعمل الخير، وأن يقنع بما قسمه الله من عطاء دون شكوى، وأن رب العباد فضله على كثير من عباده، فالحمد مقترن بالشكر، والسعيد من اتعظ وعمل لآخرته وترك تدبير أموره لرب العباد، الذي إذا وهب زاد في عطائه وإذا رضي فلا حدود لنعمائه، ومن يدرك رضا الله فاز في الدنيا والآخرة، والزلازل والبراكين آيات من الله لعباده كافة.
ولقد منّ الله على كويتنا الحبيبة بالنعم التي لا تحصى وفضلها على كثير من البلاد بالأمن والطمأنينة وحب الخير والإحسان إلى الغير، وطن يعتز به المواطنون والمقيمون فيه، حيث إن الدستور الكويتي قد عبر في الكثير من المواضع ما يؤكد حرص الدولة على مواطنيها بالمادة 11 (تكفل الدولة المعونة للمواطنين في حالة الشيخوخة أو المرض أو العجز عن العمل، كما توفر لهم خدمات التأمين الاجتماعي والمعونة الاجتماعية والرعاية الصحية)، وكذلك المادة 21 (الثروات الطبيعية جميعها ومواردها كافة ملك الدولة)، وهذه نعمة من نعم الله سبحانه، حيث إن اكتشاف النفط أثر بلا شك على اقتصاد الدولة وجعل قيمة الدينار الكويتي من أقوى العملات في العالم.
ونحمد الله أننا ننتمي لهذا البلد المعطاء (الكويت) وهي تكتسب سمعة طيبة بكونها من أكثر الدول نشاطا في مجال العمل الخيري وغيره، بقيادتها الحكيمة وأهلها الطيبين نشروا معالم الخير والعطاء ومد يد المساعدة قدر الإمكان في مختلف أنحاء العالم.. كويت الخير.