أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء في دولة الإمارات العربية المتحدة نجاح إطلاق مهمة «طموح زايد 2» التي يخوضها رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي إلى محطة الفضاء الدولية، وهي أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب.
وانطلق صباح أمس الخميس صاروخ «فالكون 9» التابع لشركة «سبايس إكس» الذي يقل إلى جانب النيادي 3 رواد فضاء آخرين (أميركيان وروسي) بعد إلغاء العملية في اللحظة الأخيرة الاثنين الماضي، ليصل طاقم المهمة إلى وجهته صباح اليوم الجمعة بعد قضاء نحو 24 ساعة داخل كبسولة «كرو دراجون» في مدار حول الأرض قبل الالتحام بمحطة الفضاء الدولية.
وبالرغم من أن عملية الالتحام مصممة أوتوماتيكيا، إلا أن الفريق يمكنه تنفيذ تلك العملية يدويا إذا لزم الأمر.
وانطلقت المهمة الثانية لدولة الإمارات، لإرسال رواد فضاء إماراتيين إلى محطة الفضاء الدولية، من المجمع رقم 39A بقاعدة كيب كانافيرال الفضائية، بمركز كينيدي للفضاء التابع لناسا، في ولاية فلوريدا.
وعقب نجاحه في حمل كبسولة «كرو دراجون»، التي يتواجد على متنها طاقم المهمة، إلى مدار منخفض، عاد صاروخ (فالكون 9) مجددا إلى الأرض.
وسيكون رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، هو اختصاصي المهمة، إلى جانب رائد الفضاء ستيفن بوين، قائد المهمة، من وكالة ناسا، ورائد الفضاء وارين هوبيرغ، قائد المركبة، من وكالة ناسا، ورائد الفضاء أندري فيدياييف، اختصاصي مهمة، من وكالة روسكوزموس، وستكون المهمة ضمن البعثة 68/69 إلى محطة الفضاء الدولية.
ويشير مفهوم الرحلة الاستكشافية نحو محطة الفضاء الدولية، إلى الأطقم التي تتواجد على متن المحطة لإجراء تجارب وأبحاث علمية، ويمكن أن تضم هذه الرحلات الاستكشافية ما بين 2 و7 رواد فضاء، وقد تستمر حتى 6 أشهر.
ويتم ترقيم تلك الرحلات بالتسلسل، ويزداد هذا التسلسل تدريجيا مع زيادة عدد الرحلات مستقبلا.
ويتواجد حاليا طاقم «البعثة 68» على متن محطة الفضاء الدولية، ويتكون الطاقم من رواد الفضاء الأميركيين من وكالة ناسا وهم: فرنسيسكو روبيو، وجوش كاسادا ونيكول مان، بالإضافة إلى رائد الفضاء كويتشي واكاتا، من وكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا»، ورواد فضاء من وكالة روسكوزموس، وهم: دميتري بيتلين، سيرجي بروكوبييف وآنا كيكينا.
وسيجري رواد فضاء طاقم Crew - 6 عدة تجارب علمية تشمل أكثر من 200 تجربة علمية وعرض تقني، سيتضمن بعضها أبحاثا علمية جديدة للتحضير للمهمات البشرية خارج مدار الأرض المنخفض، ومن ثم الاستفادة من نتائجها في مختلف علوم الحياة على الأرض.
وخلال الأشهر الـ 6 هذه، سيتم إجراء 13 مكالمة مباشرة و10 اتصالات لاسلكية، وجلسات لبرنامج التوعية المجتمعية مع مؤسسة الإمارات للآداب.
وخلال المهمة، سيجري سلطان النيادي أكثر من 19 تجربة علمية، ودراسات متقدمة، تشمل مجموعة من المجالات، أبرزها نظام القلب والأوعية الدموية، وآلام الظهر، واختبار وتجربة التقنيات، وعلم «ما فوق الجينات»، وجهاز المناعة، وعلوم السوائل، والنبات، والمواد، إضافة إلى دراسة النوم، والإشعاعات.
محمد بن زايد: خطوة تعزز حضورنا في صناعة المستقبل
أكد رئيس الإمارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن مهمة «طموح زايد 2» تشكل جانبا مهما من رؤية الإمارات لتعزيز إسهامها في علوم المستقبل.
وقال بن زايد بحسب وكالة الأنباء الإماراتية «وام»: «إن مشاركة أبناء الإمارات في هذه المهمة الفضائية تعد خطوة نوعية مؤثرة في سبيل تحقيق رؤيتنا للأجيال القادمة وتعزيز حضورها شريكا أساسيا في صناعة المستقبل».
وأضاف، أن الإمارات لديها استراتيجية وطنية طموحة تهدف إلى تطوير كوادرها وتأهيلهم بشكل قوي ليكونوا في طليعة مسيرة الاستكشاف العلمي.
من جانبه، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن طموح الدولة في مجال الفضاء من شأنه أن يترك بصمة قوية تليق باسم الإمارات، وقال سموه: «طموحنا في مجال استكشاف الفضاء وعلومه لا حدود له.. نحرص على ترسيخ تواجدنا في هذا القطاع الواعد وترك بصمة قوية تليق باسم الإمارات».
وأشار بحسب «وام» إلى أن طموح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طالما كان مصدر إلهام لأبناء الإمارات لمواصلة التفوق.
النيادي خلال شق طريقه للفضاء: «الإطلاق كان مذهلاً»
بعد أن انطلقت المركبة الفضائية «فالكون 9»، التي يبلغ ارتفاعها 25 طابقا ومزودة بتسعة محركات من طراز «مرلين»، من برج الإطلاق وسط سحب متصاعدة من البخار وكرة نارية حمراء أضاءت السماء قبل الفجر فوق مركز كنيدي للفضاء التابع لـ «ناسا» في كيب كنافيرال بولاية فلوريدا، وصف رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، الذي يصنع التاريخ بصفته أول رائد فضاء يقوم بمهمة طويلة في العالم العربي، الإطلاق بأنه كان «مذهلا»، في رسالة وجهها وهو يشق طريقه إلى الفضاء.
وقال «أود أن أقول شكرا للجميع، شكرا لوالدي وعائلتي، شكرا لقيادتنا ومركز محمد بن راشد للفضاء على ثقتهما، شكرا لكل من دربنا وأعدنا لهذه المهمة».