عبدالكريم العبدالله
أكد رئيس رابطة جراحة السمنة والمناظير المتقدمة ورائد جراحة السمنة في الكويت د.محمد الجارالله أن مرض السمنة يعد واحدا من أكبر تحديات الصحة العامة التي تواجه العالم اليوم، مشيرا إلى انه مرض يغير الحياة، ويزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض المصاحبة مثل أمراض السكري والقلب وضغط الدم والسرطان والقلق النفسي والاكتئاب. وحذر د.الجارالله من انتشار السمنة وزيادة الوزن في الكويت بحسب بيانات مرصد السمنة العالمي التي تشير إلى أن الكويت تتصدر دول العالم تقريبا في انتشار السمنة بين البالغين من النساء بنسبة 47% ويأتي بعدها قطر والأردن والسعودية ومصر.
وتابع: أما بين الرجال، فتشكل السمنة بين البالغين 34.3% لتأتي بعد الولايات المتحدة مباشرة وتأتي بعدها مباشرة قطر والسعودية.
جاء هذا في تصريح صحافي له بمناسبة اليوم العالمي للسمنة الذي يحتفل به العالم في 4 مارس من كل عام تحت شعار «تغيير وجهات النظر: فلنتحدث عن السمنة»، وذلك بهدف تسليط الضوء على خطورة السمنة وتبعاتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية. وشدد د.الجارالله على أهمية تحسين السياسات وخلق بيئة صحية تعطي الأولوية لمكافحة السمنة والوقاية منها، وكذلك إنشاء منصات لتبادل الخبرات، وإلهام وتوحيد مجتمع عالمي للعمل من أجل هذا الهدف المشترك وتغيير الطريقة التي يتم بها التعامل مع السمنة في جميع أنحاء المجتمع، وتشجيع الناس على أن يصبحوا دعاة، والوقوف والدعوة إلى التغيير الصحي. وأوضح د.الجارالله أن السمنة وزيادة الوزن تصيب حوالي 1.9 مليار شخص حول العالم، فضلا عن أن ربع سكان العالم سيعانون من السمنة بحلول 2035، مضيفا أن السمنة عند الأطفال ستزيد بنسبة 100% في الفترة من 2020 الى 2035، أما عند البالغين فستزيد بنسبة 60% في الفترة من 2020 الى 2035. وبين أن 4.32 تريليونات دولار قيمة التبعات الصحية والاقتصادية للسمنة عام 2025، لافتا الى أن السمنة مرض معقد وله أسباب جذرية متداخلة وأهمها، الغذاء ونمط الحياة، والعوامل الوراثية، والنفسية، والاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، والبيئية.
وشدد على أهمية الوقاية من السمنة والتي تعد هي الطريقة الأكثر فعالية للتحكم في المرض، وهذا يتطلب اتباع نمط حياة صحي شامل، من الغذاء المتوازن مثل تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن والألياف، وتقليل تناول السكريات والدهون المشبعة والأطعمة المصنعة، مع الالتزام بالنشاط البدني بانتظام وتغير نمط الحياة بطريقة صحية متواصلة، أما في حالات الإصابة بالسمنة، وخاصة السمنة المرضية. وأشار الى انه يتم العلاج الطبي من خلال الأدوية والتغذية العلاجية أو التدخلات الحديثة أو الجراحة، علما أنه يختلف علاج كل مريض عن الآخر طبقا لحالته الصحية والإكلينيكة.