يوم من الأيام كنت أحادث عمتي، رحمها الله، عن الماضي وعلاقتها مع أبيها (جدي) رحمه الله، وأبرز المواقف التي تتذكرها معه، وحينها ذكرت لي موقفه عندما توفيت أمه وذهبت معه إلى المستشفى.. وعرف الخبر هناك، قالت: التزم الصمت ولم تذرف عيناه أبدا.. وركبنا التاكسي راجعين هو في الأمام وأنا في الخلف، كنت أحس بأنه يكتم العبرات والألم لكنه لم يبك وظل ساكتا طوال الطريق إلى أن وصلنا إلى البيت.
نعلم أن الإنسان مهما بلغ من القوة تأتي لحظة ضعف وانكسار وألم وحزن وقهر! لكن الرجال في السابق تعودوا وتعلموا على الخشونة بأن الرجال لا يبكون، ربما يتألمون وربما بعضهم يموت من القهر والألم، لكنه لا يعلم الناس عن حالته، شامخ كالجبل لا يسقط مهما تكالبت عليه الظروف.. وان بكى ستعلم يقينا انه وصل إلى مرحلة لم يتحمل قلبه الكتمان! لا يكثر الشكوى، لا يتذمر، لا ترى فيه حالات من الترف الذي نراه عند بعض الذكور.
فللأسف بعض الأهل أوصلوا أبناءهم إلى درجة أنه على أبسط الأشياء وأتفهها يبكي! لا ترى فيه معالم الخشونة والرجولة التي تتطلب أن تتواجد فيه.
فالله خلق الرجال يتحملون مكابد الحياة وصعابها.. يكونون عونا لأهلهم وأزواجهم وأبنائهم، فلا يصلح الحال ولا يصلح الزمان بضعف الرجال!
وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه «اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم».
علموا أبناءكم الخشونة وأن الرجال لا يصلح لهم إلا القوة!
Twittter: @Y_ALotaibii