نظمت إدارة رعاية الأحداث في وزارة الشؤون بالتنسيق مع إدارة الخدمات الاجتماعية والنفسية بوزارة التربية محاضرات توعية للطلبة حول مخاطر المخدرات وأثرها على النشء، وتم تحديد ثلاث مناطق تعليمية للبدء في هذه المحاضرات لشرح مخاطر المخدرات وطرق الوقاية منها.
لا ضمير ولا وازع دينيا لدى من يريدون خراب الكويت، فها هم يستغلون ويستعملون كل أنواع الأسلحة لهدم جبهتنا الداخلية، وتحويل شبابنا إلى متعاطين مدمنين لا يكادون يفيقون حتى يدخلوا جولة جديدة من عدم الوعي بسبب المخدرات.
إن استخدام المخدرات سلاحا للهدم ليس وليد هذا العصر، وإنما سبق للاستعمار أن استعمله بالصين والهند وكذلك المستعمرات، نعم نحن مستهدفون في أبنائنا ويراد بنا الهلاك والضياع، وهذا ما يفسر تلك الكميات التي تضبط لمئات الأطنان من كل أنواع المخدرات من حشيش وأفيون وهيروين وأنواع أخرى، فضلا عن أنواع الخمور، فمن يقف وراء إغراق الكويت بكل هذه السموم؟ ومن يمول عملية الشراء هذه وينفق عليها بسخاء ويتولى تهريبها وتوزيعها داخل الكويت؟ رغم جهود رجال الداخلية الأبطال والجهود المضنية التي يبذلونها، فضلا عن جهود رجال الجمارك الأبطال ومديرها العام الذين يكشفون كل حيل المهربين، ونشكرهم على يقظتهم وسرعة بديهتهم وتتبعهم لكل أساليب التهريب وكشفها وحماية مجتمعنا من هذه الآفة الخطيرة، وما ان يكتشفوا حيلة حتى يسارع المهربون إلى حيل أخرى، فهم لا يكلون ولا يملون سلسلة متصلة من عمليات التهريب وجهود مضادة لضبط هذه العمليات، ما يدفعنا للسؤال عمن وراء هذه العمليات المشينة ومن الذي يدفع ويخطط ويرتب ويخاطر بأموالها وما هدفهم من ذلك ولماذا لا يمل ولا تفتر حماسته؟
الإجابة هي أنهم أعداء الكويت المعروفون للقاصي والداني، كلنا يتذكر كمية المخدرات التي ضبطت منذ مدة في داخل الطرود البريدية، وهذه العمليات ليست وليدة جهود أفراد ولا أموال أفراد إنما جهود وتخطيط دول ممثلة باستخباراتها التي حددت هدفها وهو تدمير الكويت وشبابها وتحويلهم إلى مسوخ لا جدوى منهم، ولذلك جندت المهربين وكل وسائل التهريب لتقضي على الكويت وطاقاتها، فهل تعرفون معنى أن يتحول شباب الكويت ورجالها ونساؤها إلى مدمنين متعاطين يسهل انقيادهم وخضوعهم إلى من يوفر لهم المزاج وتؤول الأمور بأنها ظواهر فردية من شباب جاهل ومراهق عاشق يبحث عن الملذات؟!
إنه مخطط محكم لضرب جبهاتنا الداخلية لإفساد الشباب وإخراجهم من التنمية والبناء، ومن حق كل إنسان أن ينشأ بهذه الدنيا نشأة طبيعية بمنأى عن كل شيء شاذ وعدواني، ولا بد لهذا الإنسان أن يتلقى الرعاية الكافية من أسرته، فإذا قلت هذه الرعاية صار ممكنا أن ينحرف ويتجه إلى الطريق الخطأ.
الأبناء يحتاجون من الآباء إلى التحدث والاستماع لهم ويحتاجون إلى قدر من الحب والاهتمام والتقدير.
ومن أسباب تعاطي المخدرات ضعف الوازع الديني ومجالسة رفقاء السوء والشعور بالفراغ وحب التقليد، وتوافر المال الكثير والهموم والمشكلات الاجتماعية، فالأسرة هي الحصن الأول الذي ينشأ ويترعرع فيه الإنسان، ثم المدرسة ثم المجتمع، قال رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»، أي من يصادق.
وعلى وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة تبني هذه القضية، وعلى الدولة أن تبني وسائل الترفيه، ومع الأسف الشديد الدولة هدمت المدينة الترفيهية وحديقة الشعب والأكوابارك وصالة التزلج، أين يذهب الشباب ولا توجد وسائل ترفيه؟!
ويشكر رجال الداخلية الأبطال بوزيرها وعناصر وزارته على الحملات التي يقومون بها والقبض على تجار السموم وبكميات كبيرة جدا، ولا بد من إصدار قانون حتى للمتقدم للزواج يجب أن يكون هناك فحص للمخدرات كشرط أساسي لإتمام هذا الزواج، وهنا تقل مشاكل الطلاق وحتى رخص القيادة لأن أرواح الناس غالية جدا.
قال الشاعر:
حرض بنيك على الآداب في الصغر
كيما تقر بهم عيناك في الكبر
وإنما مثل الآداب تجمعها
في عنفوان الصبا كالنقش في الحجر
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين لها من كل مكروه، آمين آمين.
[email protected]