ما أكثر مصادر اليأس والقنوط في العالم! ابتداء من الظروف والأحوال الشخصية، مرورا بالتردي التنموي والأخلاقي التي تنتاب المجتمعات، وانتهاء بالصراع والتوتر العالمي المفضي للحروب العسكرية والاقتصادية، لتتفاعل معها الطبيعة بالكوارث والزلازل والأوبئة الفتاكة، وقلة البركة في الإنتاج!
ولذلك ازدادت معدلات القلق والأمراض النفسية، وحالات الانتحار، وإشعال الفتن، وافتعال الصدام!
فلا قادة الدول في راحة، ولا الأغنياء في مأمن من المنغصات، والفقراء في ركض الوحوش ليلا ونهارا!
ومهما استقصيت وبحثت الأسباب فإنها لن تتعدى عن حقيقة «خروج الناس عن جادة الإنسانية»!
ولم تكن هذه تمثل مفاجأة لدى الفكر الإسلامي، فلقد نبأ عن ذلك العليم الخبير في القرآن الكريم: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون - الأعراف: 96)، وقوله عز شأنه: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون - الروم: 41).
ورغم هذه الحقيقة الموحشة، فإن الأرض ومن عليها لن تبقى هكذا مكفهرة بالدمار، مسلوبة الإرادة!
بل بشر الإسلام الإنسانية بأنها على موعد عالمي يظهر فيه قائد فذ يملك قدرات غير عادية يراقب الأوضاع العالمية عن كثب، ومهما عظمت وتجبرت وطغت القوى المستبدة بالظلم، فإنها إلى الانحسار والاضمحلال والتقهقر، بإذن الله تعالى، ليعود السلام والوئام إلى العالم، وهي البشارة في قوله - المتواتر - صلى الله عليه وآله وسلم: «أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما..»
جعلنا الله معكم من أنصاره وأعوانه وأودائه.
[email protected]