٭ نتعلم من الأيام: أن غارس الخير سيجني خيرا.. وغارس الشر سيجني شرا، وكل واحد فينا سيواجه ما قدمت يداه، وتلك المواجهة بدايتها تكون خلال تواجده على هذا الكوكب الصغير الذي يطلق عليه: (الأرض)، فخلال هذا التواجد سيجد (الخير) رحابة العيش والقبول، وسيجد (الشرير) عدم القابلية والنفور!.
٭ نتعلم من الأيام: أن الروح تنجذب نحو من ترتاح إليه، فتجد الروح التي تتعاطى النقاء والصفاء وسلامة الضمير تنجذب نحو من يتميز بنفس الصفات!، والروح التي استحبت الكذب والمراوغة والنفاق تنجذب لمن يرفع نفس شعارها البالي، فكل واحد يقترن ويقترب نحو من يمثل أخلاقه نفسها ومبادئه نفسها!، هكذا تعلمنا الأيام.
٭ نتعلم من الأيام: أن ذاك المجد الذي تصبو إليه النفوس لا يتأتى بكل سهولة، فهو يحتاج إلى عمل وجد واجتهاد، وأن أول الطريق هو صلاح الذات الحقيقية وطيب المعدن الواضح، فهو مجد رفيع لا يتحقق «بامتلاك عدد كبير من الدلال»!، و«بحشد أكبر عدد من الناس في باحات المنزل»، فهو ينبع من النفوس الصادقة التي لا تكذب من الداخل.
٭ نتعلم من الأيام: أن معادن الرجال تتضح حقيقتها عند الشدائد والملمات، وأن المعدن النفيس لن يتغير لونه ولن يتراجع مفعوله أمام متغيرات الحياة وسيكون وافي الصنيع وقوية الشكيمة، على قدر الحدث والظرف، وأما المعدن الرخيص فسيبقى يمارس الرخص في كل حدث ويستغل كل شدة بطريقة سلبية تخلو من السمات النفسية!.
٭ نتعلم من الأيام: أن صاحب المال مهما كثر ماله فهو لا يستطيع أن يشتري الشعور الذي تخفيه القلوب، ولن يقدر أويستطيع أن يملي عليها ما يريد!، فالقلوب لا تنافق في المشاعر التي تحملها، ولن يستطيع أحد إجبارها على شيء مهما كانت قوته، فأرض القلب هي العقار الوحيد الذي لا يخضع لأي صورة من صور التعدي والجور والتمادي، وأما مشاعر الوجوه وبعض الجوارح فهي التي قد تشترى وتباع!.
٭ نتعلم من الأيام: أن المناصب لا تدوم! وأن الكراسي ستكرس حب الناس لك أو بغضهم، والفائز الحقيقي هو من وضع الله نصب عينيه وترك أثرا إيجابيا في كل خطوة يخطوها، فالحياة ما هي إلا لحظات عابرة! وعلينا أن نقضي تلك اللحظات بكل عدالة دون إجحاف بحقنا أو بحق غيرنا.
٭ نتعلم من الأيام: أن الأخلاق رزق، وأن حسن الأخلاق هو من أعظم الأرزاق، فمن رزقه الله خلقا حسنا كان من أعظم الناس حظا، فالأجساد نورها الأخلاق الحسنة، وما قيمة هذا الجسد الذي ينبض به القلب ويجري به الدم حين يخلو من أطايب الأقوال وأحاسن الأفعال؟! فالأخلاق الحسنة هي الشعاع المبارك في الجسد الذي يضيء كل ظلام وعتمة.. هكذا تعلمنا من الأيام.
٭ نتعلم من الأيام: وسوف نبقى نتعلم، وهنا بيتان لي أصور بهما بعض مشاهد الأيام فأقول بهما:
بالليالي هموم، وأحزان، وأنين
وبالليالي أفراح، وسرور، ومرح
نطلع وننزل.. على مر السنين
والعمر لحظات من حزن وفرح
ختاما: شكرا للأيام فهي خير معلم.
@HaniAlnbhan