تواصلت ردود الأفعال الدولية والإقليمية الإيجابية على إعلان المملكة العربية السعودية وإيران الاتفاق على استعادة العلاقات الديبلوماسية، معتبرة أن هذا الاتفاق خطوة نحو تعزيز الاستقرار الإقليمي في المنطقة.
وقال وزير الخارجية السعودي سمو الأمير فيصل بن فرحان إن الاتفاق مع إيران على استعادة العلاقات الديبلوماسية جاء نتيجة محادثات استمرت سنتين، وتفاهمات مبنية على حسن الجوار، واحترام سيادة الدول، ومعالجة كافة تحديات الأمن الإقليمي من خلال هذا الحوار.
وأضاف الأمير فيصل بن فرحان في تصريح خاص لقناة «العربية الحدث» الإخبارية أن «المملكة العربية السعودية لديها قناعة بأن الحوار هو الأسلوب الأنجع لمعالجة كافة المشكلات والأمور»، مؤكدا أن الرياض «تنظر بتفاؤل إلى المستقبل وتعمل على توطيد العلاقات وخدمة مصالح جميع دول المنطقة وحماية أمن المنطقة».
وفي السياق، اعتبر سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي في تغريدة على «تويتر» ان عودة العلاقات بين السعودية وإيران «خطوة هامة للمنطقة نحو الاستقرار والازدهار».
وأعربت سلطنة عمان عن الأمل بأن تساهم هذه الخطوة في تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة وتوطيد التعاون الإيجابي البناء الذي يعود بالمنفعة على جميع شعوب المنطقة والعالم.
كذلك، رحبت كل من مصر وتركيا وتونس ومنظمة التعاون الإسلامي والبرلمان العربي بالاتفاق السعودي - الإيراني، معربة عن أملها في ان يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة.
من جهته، قال رئيس البرلمان (مجلس الشورى) الإيراني محمد باقر قاليباف إن إحياء العلاقات بين طهران والرياض يعتبر خطوة مهمة لإرساء الأمن في المنطقة وتنمية العلاقات السياسية والاقتصادية بين كلا البلدين، بحسب ما نقلت عنه وكالة «فارس» للأنباء شبه الرسمية.
وأكد مساعد الرئيس الإيراني للشؤون البرلمانية محمد حسيني أن التعاون بين السعودية وإيران من شأنه أن يؤدي دورا فاعلا في المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية.
ورحب الاتحاد الأوروبي بالاتفاق، وقال المتحدث باسمه في بيان أمس إن «الاتحاد الأوروبي يعرب عن تقديره للجهود الديبلوماسية التي أدت إلى هذه الخطوة الهامة». وأضاف: «نظرا لأن السعودية وإيران دولتان محوريتان لأمن المنطقة، فإن استئناف العلاقات الثنائية بينهما يمكن ان يسهم في استقرار المنطقة ككل». وأكد استعداد «الاتحاد الأوروبي للتواصل مع كل دول المنطقة بنهج تدريجي وشامل وبشفافية تامة».
ورحبت الأمم المتحدة بالاتفاق السعودي - الإيراني على استئناف العلاقات الديبلوماسية، مشيدة بدور الصين في هذا الصدد.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن «علاقات حسن الجوار بين إيران والسعودية ضرورية «لاستقرار منطقة الخليج»، مؤكدا أن الأمين العام للأمم المتحدة مستعد «لمواصلة دفع الحوار الإقليمي وضمان إحلال السلام والأمن الدائم في منطقة الخليج».
وكان قد صدر بيان ثلاثي مشترك عن الصين والمملكة العربية السعودية وإيران، أمس الأول، تضمن الإعلان عن توصل الرياض وطهران إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الديبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، ويتضمن تأكيدهما على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
واتفق الجانبان على أن يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعا لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما، كما اتفقتا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، الموقعة في 1422/1/22هـ الموافق 2001/4/17م والاتفاقية العامة للتعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقعة بتاريخ 1419/2/2هـ الموافق 1998/5/27م.
وأعربت كل من الدول الثلاث عن حرصها على بذل كل الجهود لتعزيز السلم والأمن على المستويين الإقليمي والدولي.
وشارك في التوقيع على البيان المشترك وانغ يي عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ومساعد بن محمد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني السعودي، وعلي شمخاني الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني.