كراهية الإسلام أو الإسلاموفوبيا هي الخوف من المسلمين والتحيز ضدهم والتحامل عليهم بما يؤدي إلى الاستفزاز والعداء والتعصب بالتهديد وبالمضايقة للمسلمين والترهيب لهم ولغير المسلمين على أرض الواقع أو على الإنترنت، وتستهدف هذه الكراهية الرموز والعلامات الدالة على أن هذا الفرد المستهدف مسلما.
وقد تعددت المواقف في بعض الدول التي يؤججها بروز هوية الضحية المسلمة، فقد أفاد تقرير صدر مؤخرا عن المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحرية الدين أو المعتقد بأن الشك والتمييز والكراهية تجاه المسلمين قد وصل إلى أبعاد وبائية، وغالبا ما يتعرض المسلمون للتمييز في الدول التي يمثلون فيها أقلية، فالبعض لا يستطيع الحصول على السلع والخدمات والبعض لا يمكنه العثور على عمل أو تعليم مناسب.
وفي بعض الدول يحرمون من الجنسية أو من وضع الهجرة القانوني بسبب تصورات معادية للأجانب بأن المسلمين يمثلون تهديدات للأمن القومي والإرهاب، وقد يتم استهداف النساء المسلمات بشكل غير متناسب في جرائم كراهية الإسلام.
ولذلك أقدمت بعض الحكومات على وضع تشريعات وتدابير تعنى بمكافحة جرائم الكراهية لمنعها ومقاضاة مرتكبيها، وكذلك بشن حملات تثقيفية عامة عن المسلمين والإسلام بهدف تبديد الخرافات والمفاهيم المغلوطة والمسيئة للإسلام.
وتبنت الدول الستون الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي قرارا اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة حددت فيه يوم 15 مارس بوصفه «اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام»، وتشدد وثيقة القرار على أن الإرهاب والتطرف لا يمكن ربطه بأي دين أو جنسية أو حضارة أو جماعة عرقية، ودعت إلى إقامة حوار عالمي بشأن تعزيز ثقافة التسامح والسلام على جميع المستويات استنادا إلى حقوق الإنسان وتنوع الأديان والمعتقدات وهو ما دعا إليه ديننا الإسلامي الحنيف.
وبمناسبة أول احتفال باليوم الدولي لمكافحة الإسلاموفوبيا في عام 2021 أشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن التعصب ضد المسلمين هو جزء من تيار القومية العرقية والنازية ووصمة العار وخطاب الكراهية الذي يستهدف الفئات السكانية الضعيفة بما في ذلك المسلمين واليهود وبعض الأقليات المسيحية وغيرها.
ولا ننسى أن القرآن الكريم يذكرنا بأن الشعوب والقبائل خلقت للتعارف، وأن التنوع ثراء وليس تهديدا، وقد دعا ديننا الإسلامي إلى التسامح والسلام وعدم الاعتداء على الآخرين، وتتجلى سماحة الإسلام في معاملة الصحابة والتابعين لغير المسلمين، فعمر بن الخطاب أمر بصرف معاش دائم ليهودي وعياله من بيت مال المسلمين ويقول الله تعالى: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) «سورة التوبة: 60»، وهذا هو من مساكين أهل الكتاب.
ويمر في رحلته للشام بقوم مجذومين من النصارى ويأمر بمساعدة اجتماعية لهم من بيت مال المسلمين. وللتسامح قيمة كبرى في الإسلام لأنه يعني الحرية والمساواة من غير تمييز جنسي أو عنصري، ولأن الإسلام يدعو إلى الاعتقاد بجميع الديانات.