بعد ما يزيد قليلا على شهر من الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سورية، توفي 13 شخصا على الأقل بينهم 5 سوريين من الناجين، نتيجة الفيضانات التي أحدثتها الأمطار الغزيرة في شانلي أورفة وأديامان المتضررتين جنوب شرق.
ولقي 11 شخصا حتفهم في شانلي أورفة، على مسافة نحو 50 كيلومترا شمال الحدود السورية. وقتل شخصان آخران احدهما رضيع يبلغ عاما واحدا، في محافظة أديامان المجاورة.
وقال مكتب حاكم شانلي أورفة إن الفيضانات وصلت أيضا إلى الطابق الأرضي لأحد المستشفيات الرئيسية في المنطقة.
وتداولت وسائل إعلام تركية صورا لمواطنين يحاولون النجاة سباحة من الفيضانات التي أدت إلى مزيد من الأضرار في البنية التحتية المتأثرة أصلا منذ الزلزال، حيث أدت أيضا إلى انهيارات جديدة.
وقال وزير الداخلية سليمان صويلو للصحافيين إن 10 فرق مؤلفة من 163 شخصا قامت بعمليات البحث والإنقاذ على امتداد 25 كيلومترا. وأضاف: «هناك أيضا غواصون. لكن الظروف الجوية لا تسمح بفعل الكثير».
وأظهر مقطع فيديو صورا في محافظة ملاطية المجاورة لأديامان، المياه ترتفع حول الخيم البيضاء حيث يعيش مؤقتا ناجون من الزلزال الذي أسفر عن مقتل 48.500 شخص وفقا لآخر حصيلة نشرتها السلطات التركية التي أشارت أيضا إلى أن 13.5 مليون شخص تضرروا جراءه.
وأظهرت لقطات أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات محلية مياه السيول وهي تجرف سيارات وحطاما وتغمر الطوابق السفلية والأرضية لبعض المباني وتحول طرقا إلى أنهار.
في غضون ذلك، جدد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وعوده للمتضررين من الزلزال. وقال لأعضاء حزبه الحاكم في خطاب أمام البرلمان «بحلول نهاية العام المقبل، سنبني 319 ألف منزل».
وأضاف: «بالإضافة إلى عمليات البحث والإنقاذ والمساعدات الطارئة والمآوي المؤقتة التي قدمناها حتى الآن، لدينا وعد لأمتنا بإعادة إعمار المدن التي دمرها الزلزال في غضون عام».
سياسيا، قال الرئيس الفنلندي سولي نينيستو أمس إنه يتوقع أن يؤكد أردوغان تأييد تركيا لانضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي عندما يلتقي معه في أنقرة.
وقال نينيستو في رسالة بالبريد الإلكتروني لـ «رويترز»: «علمنا أنه عندما قرر الرئيس التركي أردوغان من ناحيته المصادقة على انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، فكان يريد أن يفي بوعده من رئيس لرئيس».
جاء ذلك، بعد ان نقلت رويترز عن مسؤولين تركيين أنه «من المرجح بشدة» أن يصدق البرلمان التركي على طلب انضمام فنلندا لعضوية حلف شمال الأطلسي قبل ختام جلساته في منتصف أبريل، وذلك قبل يوم من زيارة الرئيس الفنلندي ساولي نينسته إلى تركيا.
وقال مسؤول كبير إن طلب انضمام فنلندا لحلف شمال الأطلسي «الناتو» ستجري الموافقة عليه بشكل مستقل عن السويد، التي تقدمت بطلب انضمام إلى الحلف العسكري في الوقت نفسه مع فنلندا بعد غزو روسيا لأوكرانيا العام الماضي.