يقول الخبر كما نشرته الصحف اليومية:
البلدية تفكك شبكة يقودها مواطن تبيع النفايات في السوق السوداء.
٭ العصابة تسيطر على سوق الفرز وتحديدا «الكرتون» وأدنى دخل شهري لكل «هاف لوري» 21 ألف دينار والرواتب 600 دينار. (انتهى الخبر).
العبرة من هذا الخبر أن هناك ثروات وكنوزا تخرج من بيوتنا كل يوم تقدر بعشرات ومئات الألوف، وإذا جمعت بيوت الكويت كلها ستصل الى عشرات ومئات الملايين.
وين يا الحبيب؟ على ايدك؟ وين هذه الثروة؟!
الثروة هي في النفايات المنزلية، أعزكم الله، التي تخرج من بيوتنا كل ليلة لتجمعها سيارات البلدية ويلتقطها عمال النظافة فيفرزونها ويبيعونها إلى أشخاص آخرين، والذين بدورهم يفرزونها أكثر ويبيعونها بهامش ربح أكبر من الذي دفعوه لعمال البلدية المساكين.
طيب شنو نسوي، هل نأخذ زبالتنا ونحرج عليها من يدفع أكثر؟!
طبعا لا، أساسا منو فاضي بين توصيل المدارس والعمل وأمور حياتية كثيرة. الطريقة التي أقترحها هي القيام بتجربة لمدة شهر على مستوى منطقة واحدة ولتكن ضاحية صباح الناصر بحكم أنني من سكانها وأمون على أهلها.
التجربة باختصار هي فرز وفلترة النفايات المنزلية التي تخرج من منازلنا ووضع كل ما يمكن إعادة تدويره والاستفادة منه في أكياس منفصلة يلتقطها عمال البلدية ليضعوها في حاويات مخصصة في منتصف الضاحية أو بالقرب من الجمعية. كل صنف له حاوية خاصة، فالكراتين والكتب والورق في حاوية منفصلة، والأوعية البلاستيكية كأوعية الشامبو ومعجون الأسنان ودهون الطبخ في حاوية منفصلة، بل حتى الأثاث المكسور والكراسي والطاولات يتم وضعها في حاوية خاصة، وفي نهاية الشهر يتم التواصل مع شركات معروفة بالتعامل مع هذه المخلفات ويتم عمل مزاد عليها.
الهدف معرفة كم قيمة ما يمكن تدويره من النفايات المنزلية كل شهر لضاحية واحدة مثل صباح الناصر فيها نحو 900 بيت.
فإذا كانت النتيجة مشجعة ولم لا تكون، فالخبر المنشور أثبت بالأرقام والوقائع إمكانية تحويل النفايات المنزلية لثروة يستفيد منها أهالي المنطقة في أمور تفيد منطقتهم كتخضيرها ونظافتها وكل ما يطرأ على بالهم، بل قد نصل الى مرحلة توزع فوائد نقدية بالتساوي على البيوت المشاركة في تدوير النفايات المنزلية من باب تشجيعهم على الاستمرار.
فقط مثال بسيط، هل تعلمون أن سعر الأعلاف في الكويت يستهلك جزءا كبيرا من ميزانية مربي الأغنام والمواشي في الكويت، وفي الوقت نفسه ترمي البيوت الكويتية كل يوم عشرات الأطنان من الخبز والخضراوات والفواكه التي يتمناها مربو المواشي وهم مستعدون أن يدفعوا مقابلها.
كذلك مثال آخر فإن أفضل الأسمدة النباتية هي بقايا الأسماك وأكياس الشاي وقشور البيض، ويدفع المزارعون مقابلها أغلى الأثمان. ونحن نرميها كل يوم في النفايات.
فقط أمثلة بسيطة والموضوع إذا تم بإذن وتم تسليمه لأناس مختصين سيتحول لأكبر صناعة في الكويت ويحقق أمرين: حافظنا على البيئة من خلال تقليل حجم النفايات المنزلية، وكذلك استحدثنا مصدر دخل للمواطن يستفيد منه في مواجهة أعباء الحياة.
٭ نقطة أخيرة: نحن أولى بفوائد ومردود نفاياتنا المنزلية.
هذا الاقتراح موجه إلى عناية مدير عام البلدية الفاضل م.أحمد المنفوحي.