خيمت حالة من الهلع على تداولات الأسواق العالمية أمس، وذلك رغم تطمينات البنوك المركزية مساء الأحد الماضي بعد إتمام صفقة استحواذ بنك «UBS» على منافسه الأصغر «كريدي سويس»، وهبطت أسواق الأسهم الأوروبية بعد أن سجلت أسوأ أسبوع لها منذ سبتمبر 2022 وسط تقلبات في القطاع المصرفي.
كما تراجعت أسهم البنوك الأميركية بدورها في تعاملات ما قبل افتتاح الأسواق في الولايات المتحدة، ويأتي ذلك، بعدما تراجعت أسواق آسيا والمحيط الهادئ إلى حد كبير أمس، بعد أن وافق بنك «UBS» على شراء منافسه المصرفي «كريدي سويس» في صفقة استحواذ بقيمة 3.25 مليارات دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وعقب صفقة الاستحواذ، تراجعت أسهم كريدي سويس بأكثر من 60% خلال تعاملات أمس، كما تراجعت أسهم (UBS) 8.8 %، وهبط مؤشر القطاع المصرفي 5.8%، في التعاملات المبكرة بجلسة أمس. ووفقا لما تم التوصل إليه، قدم البنك الوطني السويسري مساعدة مالية على هيئة قروض تصل الى 100 مليار فرنك سويسري (108 مليارات دولار) لكل من UBS وكريدي سويس.
وقالت الحكومة السويسرية إن بنك UBS سيتحمل أول 5 مليارات فرنك سويسري بموجب ضمان الحكومة للخسائر في عملية الاستحواذ على بنك كريدي سويس، أما الحكومة الفيدرالية فستتحمل 9 مليارات فرنك سويسري وأي خسائر أخرى سيتحملها بنك UBS.
ويصنف بنك كريدي سويس من قبل مجلس الاستقرار المالي، وهو هيئة دولية تراقب النظام المالي العالمي، كواحد من البنوك التي تحمل أهمية عالمية، وهو ما يعني اعتقاد المنظمين أن انهياره غير المنضبط سيؤدي إلى موجات مد في جميع أنحاء النظام المالي لا تختلف عن انهيار بنك ليمان براذرز قبل 15 عاما.
وقالت هيئة الإشراف على السوق المالية السويسرية إن عملية انتقال «كريدي سويس» ستضمن الاستقرار لعملاء البنك وللأسواق المالية، فيما قالت وزيرة المالية السويسرية إن ضمان الخسارة هو شكل من أشكال التأمين لـ«UBS»، مضيفة أن إفلاس بنك عالمي مهم قد يكون له عواقب غير قابلة للإصلاح على الأسواق المالية العالمية.
وتأتي الصفقة بعد أيام فقط من حصول كريدي سويس، الذي تأسس قبل 167 عاما على قرض بقيمة 50 مليار دولار (54 مليون فرنك سويسري) من البنك الوطني السويسري، مما تسبب لفترة وجيزة في ارتفاع سعر سهم البنك. لكن هذه الخطوة يبدو أنها غير كافية لوقف تدفق الودائع، وفقا لتقارير إخبارية.
وعقب الإعلان عن الصفقة، تراجعت أسواق آسيا والمحيط الهادئ إلى حد كبير أمس، حيث قاد مؤشر «Hang Seng» الخسائر في المنطقة، بانخفاضه بنسبة 2.74% متأثرا بأسهم الرعاية الصحية.
وفي البر الرئيسي للصين، انخفض مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.48% لينهي الجلسة عند 3234.91، في حين ارتفع مؤشر شنتشن بنسبة 0.27% ليغلق عند 11247.13، يأتي ذلك بعد أن تركت الصين سعر الفائدة الأساسي للقروض لأجل عام وخمس سنوات دون تغيير عند 3.65% و4.3% على التوالي.