يحرص بعض الكويتيين على إحياء العادات والتقاليد القديمة، ومن بينها الاحتفال بيوم القريش والذي يصادف آخر أيام شعبان والاستعداد لبدء صيام رمضان، وهو عادة كويتية بسيطة يتم من خلالها صلة الأرحام والاستعداد للشهر الكريم دون تكلف أو مبالغة أو التقيد بوقت محدد. وقد يتكلف البعض للإعداد ليوم القريش بتجهيز الأغذية الدسمة والمتنوعة ولبس الملابس الشعبية والتزين بالحناء وتعطير وتبخير المنازل لاستقبال الضيوف وتعليق الزينة الرمضانية داخل المنزل وخارجه وعمل ركن في المنزل للحلويات أو الهدايا الرمزية وإعطاء هذه المناسبة أكبر من حجمها ما يؤدي إلى العبء الكبير على رب العائلة.
وقد يقوم البعض بالاحتفال بالقريش بتقديم وتناول جميع أنواع الطعام، وكأننا لن نجد طعاما في شهر رمضان وأن يلتزم بالاحتفال في وقت محدد وهو آخر يوم من شعبان وعادة يتم تناول الأغذية التي لا يمكن تناولها في شهر رمضان كالأسماك مثلا. ولم يكن هذا اليوم معروفا عند السلف الصالح ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته الكرام ولا من بعدهم من السلف الصالح أنهم كانوا يحتفلون بقدوم شهر رمضان بإقامة الدعوات على الطعام ولا غير ذلك، وبالتالي فإنه يدخل في ضابط البدعة والذي تقدم بيانه في الفتوى.
وكون هذه المسألة من العادات القديمة ليس مبررا لمشروعيتها، فالخير في اتباع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم والشر في الابتداع في الدين. ويحرص المسلم على الإنفاق في وجوه الخير، خصوصا في شهر رمضان عن طريق إفطار الصائمين والتصدق على المحتاجين والاتصاف بالجود والكرم اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم.
إن التجهيز لشهر رمضان يكون بالصيام وقراءة القرآن الكريم وإخراج الصدقات وصلة الأرحام وكثرة الاستغفار وقيام الليل والنية الصادقة للصيام والتوبة من جميع الذنوب وكثرة الدعاء وليس بتناول جميع أنواع الأطعمة والمشروبات وكأن الطعام سينقرض في شهر رمضان المبارك. ولأن الاحتفال بيوم القريش هو من باب البدع، فالأفضل تجنبه وعدم إحيائه والالتزام بما كان يقوم به الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام للاستعداد لشهر الصوم والبركات.
أبارك لكم قدوم شهر رمضان المبارك، وأن يسلمنا الله له ويسلمه لنا، وكل عام وأنتم بخير وصحة وعافية، وأن يعيده الله علينا جميعا ونحن في أتم صحة ومع أحبابنا وأهلنا.