طارق عرابي
عقدت شركة المركز المالي الكويتي «المركز» أمس اجتماع الجمعية العمومية العادية عن السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2022، وذلك بنسبة حضور بلغت (67.86%)، حيث أقرت العمومية جميع بنود جدول الأعمال والتي من بينها توصية مجلس الإدارة بتوزيع أرباح نقدية بنسبة 5% من القيمة الاسمية للسهم، كما انتخبت الجمعية مجلس إدارة جديدا للسنوات الثلاث القادمة ضم كلا من (ضرار الغانم، فيصل الجلال، عمران حيات، فهد الجوعان، إيمن الشايع، عادل الغنام، فهد الدلالي) فيما جاءت ريم سعود الهاجري كاحتياط.
وخلال كلمته امام الجمعية العمومية للشركة، أكد رئيس مجلس إدارة الشركة ضرار الغانم، أن عام 2022 كان عاما مليئا بالأحداث المؤثرة التي ألقت بظلالها على الأسواق العالمية، ومنها الحرب الروسية على أوكرانيا، وتشديد السياسة النقدية من قبل البنوك المركزية برفعها لأسعار الفائدة لكبح مستويات التضخم، وهي الاحداث التي أدت إلى الحد من التعافي الذي حققته الأسواق في العام 2021، حيث تراجعت معظم مؤشرات الاستثمار العالمية.
وأضاف أنه على الرغم من التحديات الاقتصادية في الأسواق العالمية، تمكن «المركز» من تحقيق نتائج جيدة لعام 2022، مدعوما بقدرات الإدارة في اقتناص الفرص في الأسواق والقطاعات المختلفة وفقا لمتغيرات الأسواق.
وتابع بالقول: «تأكيدا على ذلك، حصدت الشركة في عام 2022 تسع جوائز عن أعمالها وإنجازاتها في مجالات الخدمات المصرفية الاستثمارية وإدارة الأصول وإدارة الثروات والحلول الرقمية والتنوع والشمول والمسؤولية الاجتماعية من مؤسسات مرموقة أبرزها «جلوبال فاينانس» و«إيميا فاينانس» و«جلوبال إنفستور» و«يوروموني» و«ويلث بريفينج».
كما تعكس هذه الجوائز نهج الشركة في بناء علاقات طويلة الأمد مع العملاء وتقديم خدمات ومنتجات استثمارية عالية الجودة».
إستراتيجية الأعمال
وقال الغانم ان «المركز» قام بتطبيق استراتيجية مطورة للشركة خلال 2022، والتي تم تحديثها في 2021 بما يتوافق مع أحدث الاتجاهات بالاستعانة بخدمات شركة استشارية عالمية متخصصة، حيث تتمثل الركائز الاستراتيجية في إطلاق المنتجات وإدارة الثروات والتوزيع وتطوير النموذج التشغيلي، وذلك بهدف تعزيز خطوات التحول الرقمي ورفع مستويات الكفاءة وتحقيق النمو الذاتي.
وأضاف: «وتماشيا مع خبرة «المركز» في إدارة أصول العملاء خلال التقلبات، وفي ظل المشهد الاقتصادي سريع التغير، التزمت الشركة بالحفاظ على منهجها المنضبط في اختيار الأصول وإدارة المخاطر، ومواصلة تعزيز المنتجات، وتحسين خدمات إدارة الأصول بوجه عام، كما تم اتخاذ العديد من الإجراءات لتطبيق تعليمات هيئة أسواق المال فيما يتعلق بتحصين نظام مراقبة المعاملات الآلي لإدارة الإشعارات والتنبيهات المتعلقة بمكافحة غسيل الأموال في إطار رؤية الشركة لتعزيز أنظمة الامتثال».
النظرة المستقبلية
وحول توقعاته المستقبلية الاقتصادية، أشار الغانم إلى أن الاقتصاد العالمي يمر بفترة تباطؤ واستمرار التضخم وتزايد المخاوف من الانكماش والركود الاقتصادي، ولمواجهة هذه التداعيات، من المتوقع أن يهدئ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والبنوك المركزية في معظم أنحاء العالم من وتيرة رفع أسعار الفائدة، بينما تشير التنبؤات الاقتصادية إلى أن البنك المركزي الأوروبي سيرفعها إلى 3.25% في الربع الأول من 2023، قبل أن يشرع في خفضها مرة أخرى في أوائل عام 2024.
وسيؤثر الانتعاش الاقتصادي في آسيا إيجابيا على توازن الاقتصاد العالمي والحد من تباطؤ النمو الاقتصادي عالميا، فيما من المتوقع أن تحافظ أسعار النفط على مستوياتها خلال العام 2023، بمتوسط يبلغ 80 دولارا للبرميل بسبب محدودية العرض، والتي ستستمر في التأثير إيجابا على الموازنة المالية في ودول الخليج عامة والكويت خاصة، فيما سيعتمد أداء الأسواق خلال 2023 على الظروف الاقتصادية العالمية وتأثيرها على القطاع المصرفي، فضلا عن تطبيق الحكومات للإصلاحات المالية والتبادل التجاري.
اقتناص الفرص
أما على صعيد «المركز» فتوقع الغانم أن يكون عام 2023 عاما إيجابيا لنشاط الشركة، من حيث استرشاد الفرص الاستثمارية المؤاتية وتحقيق الأهداف الاستثمارية للعملاء.
كما توقع أن تستفيد الشركة من بيئة أسعار الفائدة الحالية للاستثمار في أدوات الدخل الثابت في المنطقة لتحقيق عوائد جارية للعملاء، مضيفا أن فرق الخدمات المصرفية الاستثمارية ستستمر في توسيع أنشطتها للمشاركة في صفقات الاكتتابات العامة وإدارة الإدراجات وإصدارات السندات المرتقبة في عام 2023. وعلى الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة، فإننا نتوقع أن يستفيد القطاع العقاري من النمو الديموغرافي والتحول الاقتصادي في المنطقة.
واستعرض الغانم النتائج المالية لـ «المركز» للعام 2022، مبينا تحقيق إجمالي إيرادات بلغ 18.8مليون دينار، مقارنة بـ 30.64 مليون دينار في 2021، فيما بلغ صافي الربح الخاص بمساهمي الشركة 2.86 مليون دينار، مقارنة بـ 14.99 مليون دينار في 2021، كما بلغت ربحية السهم 6 فلس، وارتفع إجمالي الأصول تحت الإدارة بنسبة 10.8% عن 2021 لتبلغ 1.154 مليون دينار.
تقلبات وتحديات
من جهته، أكد علي خليل الرئيس التنفيذي لـ «المركز» ان قطاع الخدمات المالية شهد العديد من التحديات في 2022، بسبب التقلبات الشديدة وحالة عدم اليقين التي أحاطت بالاقتصاد العالمي، لكن وعلى الرغم من هذه التحديات حقق «المركز» أتعاب إدارة وعمولات قياسية بالإضافة إلى عوائد استثمار إيجابية.
وأضاف أن هذه النتائج جاءت انطلاقا من إيمان الشركة بأن الأسواق، وبجميع الحالات التي تمر بها، توفر فرصا استثمارية فريدة، إذ وعلى مدى ما يقرب من 50 عاما تمكنت الشركة من تحديد هذه الفرص، وتقديم المنتجات الاستثمارية والحلول المالية التي تخدم العملاء والقطاع المالي في الكويت على أكمل وجه بحسب حال السوق، كما أنه وبفضل هذه الذهنية المنفتحة على الابتكار والتجدد، استطاعت الشركة الحفاظ على مكانتها الرائدة في السوق وتعزيز قاعدة العملاء من المستثمرين والشركات.
وقال خليل: «يعكس الأداء الثابت والجوائز العديدة التي حصلت عليها الشركة نموذج الأعمال القوي الذي تطور على مر السنين. ولقد بدأ «المركز» عام 2022 باستراتيجية نمو محدثة تأخذ بعين الاعتبار مرحلة ما بعد جائحة كوفيد-19، حيث شاركت فرق العمل المختلفة بشكل كامل في تسريع تطبيقها، وفي توحيد جهودهم لاعتماد الدوافع والأهداف الاستراتيجية ضمن أنشطتهم لتحقيق النمو المستهدف لحجم الأصول المدارة والأتعاب».
منتجات استثمارية مبتكرة
أوضح علي خليل أن الدافع الاستراتيجي الأساسي للشركة هو تعزيز طروحاتنا الاستثمارية المختلفة، عبر تقديم منتجات وحلول جديدة تلائم الجيل الصاعد من المستثمرين الشباب المنكشفين على أحدث ما تقدمه الأسواق العالمية، وتحسين المنتجات الاستثمارية القائمة، وتوسيع نطاق الخدمات المصرفية الاستثمارية.
وأضاف: «لطالما كنا سباقين في إنشاء منتجات استثمارية مبتكرة في الكويت. ولم يكن عام 2022 مختلفا عما سبق، إذ حصلنا على موافقة هيئة أسواق المال المبدئية لإطلاق «صندوق الزخم الخليجي»، أول صندوق يتبع استراتيجية ترتكز على اعتماد عامل محدد يميز السوق، وهو عامل الزخم، بالإضافة إلى إطلاق خدمة التداول بالهامش، وكذلك التحضير لإطلاق خدمة إقراض الأسهم من خلال صندوق فرصة المالي. وفي غضون ذلك، قام مديرو الاستثمار بتوسيع نطاق البرامج الحالية، مثل برنامج مشاريع التطوير العقاري الدولية».
وتابع بالقول: «كما قاموا بتعديل بعض خصائص الصناديق العقارية وصناديق الأسهم الرائدة لدينا لضمان تحقيق استدامة العوائد على المدى الطويل.
من جانبها، عززت فرق الخدمات المصرفية الاستثمارية مكانتها كالشريك المختار للعملاء من الشركات المحلية والإقليمية والمكاتب العائلية من خلال التزامهم بأعلى مستويات الجودة في التنفيذ، وهو ما ينعكس في رضا العملاء وحصول الشركة على العديد من الجوائز».
شريك موثوق لإدارة الثروات بالكويت
قال علي خليل انه ومن بين الركائز الأساسية التي تقوم عليها الاستراتيجية أيضا تعزيز مكانة «المركز» كشريك موثوق لإدارة الثروات في الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى تحسين إمكانيات وقنوات التوزيع. وتحقيقا لهذا الهدف، قمنا بالخطوات اللازمة لإطلاق برنامج استثمارات الملكية الخاصة بالتعاون مع أفضل المدراء في هذا المجال.
وأضاف بالقول: «نسعى للتعاون مع مستشارين دوليين لإنشاء حسابات للعملاء لدى بنوك دولية رائدة، مما سيمكن عملاءنا من الأفراد ذوي الملاءة العالية من إنشاء صناديق ائتمانية «Trust»، لضمان استدامة ونقل الثروات عبر الأجيال، والوصول إلى المنتجات الاستثمارية عالميا».