لاحظنا في الآونة الأخيرة كثرة الاعتصامات والمطالبات في كل موضوع وفي كل سبب، بسيطا كان أو كبيرا. أصبحت كأنها عدوى تنتقل من شخص إلى آخر وكأن المطالبات لا تتم إلا بالاعتصامات!
أصبح البعض يظن أنه بالصوت العالي يأخذ حقه! ولكن لو جئنا للواقع فسنجد أن أضرار هذه الاعتصامات أكثر من حسناتها، وأنها لا تجدي نفعا وان نفعت ولكن شرها أكثر!
قال النبي ﷺ: «إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه».
و قال: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه».
واعلم يقينا أن ما تطلبه بالرفق والحق يأتيك، وان أبواب اكثر المسؤولين مفتوحة، خصوصا بأوامر سمو رئيس مجلس الوزراء لجميع القياديين باتباع سياسة الباب المفتوح.
في إحدى المرات وقبل وجود مواقع التواصل الاجتماعي، كنت طالبا في المدرسة وأخطأ وكيل على طالب فأخذ هذا الطالب تواقيع زملائه الطلبة وذهب إلى الوزارة يقدم شكوى! واستجابوا لشكواه: وتمت محاسبة الوكيل! لم الطالب يلجأ إلى الفضيحة وإلى الاعتصامات وإلى الصراخ.. أخذ حقه بورقة!
فهذا موقف من مواقف كثيرة ولا أقول هذا الكلام مجاملة أو لأمتدح أحدا، لكن لأدفع الشر من وراء ما نفعله، فلن تأتي بمثل الاعتصامات إلا التضييق والسوء على الباقي.
وتصبح الاعتصامات الحقيقية في المستقبل بلا قيمة ولا يسمع لها وان كانت على حق ومطالبه حقيقية، كالذي يسأل الناس حاجته الماسة للأموال، فأصبح أكثر الناس لا يعلمون صاحب الحق الذي فعلا محتاج والذي يتسول بغير حاجة أو لأمور سيئة، فانعدم عطاء الناس للناس المحتاجة فعلا!
وكما قيل «الخير يخص والشر يعم»، فلا نجعل من الاعتصامات شرا على الجميع، ويكون أصحاب الحاجة بأشد الناس حاجة للمطالبة لحاجاتهم ولا يجدون من يلتفتون لها بسبب الاعتصامات الكثيرة لمصالح شخصية!
Y_Alotaibii@