حسن الظن بالله تعالى باب عظيم من أبواب الرحمة والقبول وليس لأحد أن ييأس من رحمة الله عز وجل (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون). وقال الله تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا). وفي الحديث القدسي: (إنا عند ظن عبدي بي» فمن ظن بربه خيرا لقي خيرا ومن تقرب إلى ربه يقربه الله تعالى منه وعفا عنه، والله هو العفو الرحيم يغفر الذنب ويقبل التوب ويحب التوابين ويحب المتطهرين.
ويعتبر حسن الظن بالله من العبادات القلبية، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن حسن الظن بالله تعالى من حسن العبادة»، وقد ثبت في صحيح البخاري من قول الزبير بن العوام لابنه عبدالله رضي الله عنهما: «يا بني إن عجزت عن شيء من ديني فاستعن عليه مولاي. قال عبدالله: فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت: يا أبت من مولاك؟ قال: الله، قال: فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت: يا مولى الزبير اقض عنه دينه فيقضيه. وكذلك عند الدعاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة»، فإذا دعوت الله فعظِّم الرغبة فيما عنده وأحسن الظن به عز وجل، ومن عرف الله وسعة رحمته لا يملك إلا أن يحسن الظن بربه.