مع تزايد الخسائر التي تتكبدها القوات الروسية في حربها على أوكرانيا، اعتبر دميتري مدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي أن الجيش الذي يجمع بين التجنيد الإلزامي والتعاقدي يلبي احتياجات روسيا على أكمل وجه، وأكد ضرورة زيادة عديد القوات المسلحة، في وقت أشارت تقارير أميركية الى أن موسكو تسعى لتجنيد 400 ألف متعاقد خلال العام الحالي.
وقال مدفيديف في تصريحات لوسائل إعلام روسية «في الوقت الحالي، يتطلب الدفاع الناجح عن وطننا جيشا مختلطا قائما على أساس التجنيد الإلزامي والتعاقد»، وشدد مدفيديف على أن «جيشنا يجب أن يصبح أكبر»، مضيفا أنه «قد تم الإعلان عن عديده المنشود، هو 1.5 مليون شخص على الأقل».
وأشار مدفيديف إلى أن تنفيذ العملية العسكرية أثر بشكل «جوهري» في مفاهيم بناء القوات المسلحة الروسية، حيث يتم الآن «اختبار قوة الجيش في ظروف الأعمال القتالية».
في غضون ذلك، نقلت وكالة «بلومبيرغ»، عن مصادر وصفتها بـ «المطلعة»، أن القوات الروسية ستركز على تقوية صفوفها للتصدي لهجوم أوكراني وشيك في باخموت، بعد أن تراجعت عن خطط لشن هجوم آخر هذا الربيع، في ظل فشلها في تحقيق اختراقات كبيرة طوال الأشهر الأخيرة.
وقالت المصادر إن «الكرملين» يتفادى من خلال حملة تجنيد عسكريين متعاقدين عمليات التجنيد الإجبارية التي تلزم المواطنين الروس بالذهاب لخطوط القتال والتي لقيت غضبا ورفضا واسعا وأدت إلى نزوح نحو مليون روسي من البلاد، الخريف الماضي.
واستعدادا للهجوم الأوكراني المرتقب، بدأت روسيا بالفعل حملة تجنيد المتعاقدين وهم متطوعون يسجلون في الجيش لمدة ثلاث سنوات مدفوعة الأجر، وكشفت مصادر مطلعة على العملية، أن السلطات الروسية تستهدف في البداية العسكريين القدامى وسكان الأرياف.
لكن بعض المسؤولين قالوا إن هدف اجتذاب 400 ألف جندي متعاقد هذا العام «قد يكون غير واقعي»، حيث إن هذا العدد يساوي تقريبا العدد الإجمالي للقوات الروسية قبل بدء الغزو.
وفيما يتواجد ما يقرب من 300 ألف جندي تم حشدهم في عملية التجنيد الأخيرة في ساحات القتال، وفقا لمسؤولين أوكرانيين وغربيين، لم تتمكن روسيا طوال الأشهر الأخيرة من السيطرة على أي مدينة من المدن الرئيسية.
وأعرب نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي دميتري مدفيديف الجمعة الماضي عن إدانته للخطة البريطانية بشأن تزويد أوكرانيا بذخائر اليورانيوم المنضب، محذرا من أن استخدام مثل هذه الأسلحة سيكون له عواقب وخيمة.
ونقلت وكالة أنباء «تاس» الروسية عن مدفيديف قوله، خلال مقابلة مع وسائل إعلام روسية، إن أوكرانيا بحاجة إلى تقييم عواقب استخدام ذخائر اليورانيوم المنضب والتفكير فيما إذا كانت ستفتح «صندوق باندورا» وتسمح للغرب بتقديم مثل هذه الذخائر.
وقالت أنابيل جولدي وزيرة الدولة في وزارة الدفاع البريطانية، يوم الثلاثاء، إن دبابات القتال الرئيسية (تشالنجر 2) التي أرسلتها بريطانيا إلى أوكرانيا تحتوي على ذخائر اليورانيوم المنضب، والتي كانت «فعالة جدا» في هزيمة الدبابات الحديثة والعربات المدرعة.
وفي وقت لاحق من يوم الثلاثاء، رد فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، قائلا إن الأمم المتحدة قلقة بشأن استخدام مثل هذه الذخائر، محذرا من أنه ستكون هناك عواقب وخيمة تطبق على أي طرف يقدم مثل هذه الأسلحة.
ويعد اليورانيوم المنضب، المنتج الثانوي الرئيسي لتخصيب اليورانيوم، وهو معدن ثقيل سام كيميائيا وإشعاعيا، وفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.