رسالة للمفتين من دون علم: ليعلم أن من أفتى خطأ وبغير علم، فقد كذب على الله وكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار» وكان أجرأ على النار بسبب جرأته على الفتيا بغير تثبت ولا يقين، وإنما كان مصيره كذلك؛ لأن المفتي مبين عن الله حكمه، فإذا أفتى على جهل أو بغير علم أو تهاون في تحرير الحكم أو استنباطه فقد تسبب في إدخال نفسه النار لجرأته على المجازفة في أحكام الله سبحانه وتعالى قال الله جلّ شأنه (قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ - أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ)، (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون).
فنرى الآية قرنت الإفتاء بغير علم بالفواحش والبغي والشرك، قال النبي صلى الله عليه وسلم «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبقِ عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا» فالإفتاء بغير علم من أكبر المعاصي والذنوب؛ لأنه كذب على الله ورسوله، ولأن فيه إضلالا للناس، فهو إذن من الكبائر، قال الله عزّ وجلّ: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون).