في 16 مارس الجاري تطرقت في نافذتي إلى الدوام المرن التجريبي في الشهر الفضيل، وأعربت عن خشيتي من أن يحدث العكس لعدة أسباب، وقلت «أتمنى أن أكون مخطئا، بأن الدوام المرن لن يمكنه منفردا أن يحقق انفراجة، باعتبار أن معالجة أزمة المرور تتطلب حلولا مجتمعة وليس حلا واحدا».
شهر رمضان المبارك بدأ فعليا بالنسبة لتقييم النظام الجديد الأحد الماضي، وإذ بمعظم الطرقات تشهد اختناقات شديدة أكدت صحة ما ذكرته وتسببت في مشكلات مثل صعوبة الوصول إلى مقرات العمل أو تأخر وصول المرضى إلى المستشفيات... الخ.
القضية المرورية تحظى باهتمام كبير من قبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ووزير الدفاع بالإنابة الشيخ طلال الخالد، وكل قطاعات الوزارة انطلاقا من أن «الداخلية» طرف مهم في المعادلة وعليها دور مهم في التصدي للأزمة ولكن من الضروري أن تلقى المساندة من الجهات ذات الصالة.
مشكلة الازدحام المروري تؤرق الجميع وليست وليدة اليوم بل ممتدة منذ سنوات، ومع ذلك هناك حلول ليست مستحيلة يمكن أن نعالج بها المشكلة، إذ يجب إلى جانب الدوام المرن، تشجيع النقل الجماعي للطلاب وتطوير النقل الجماعي وتقديم محفزات لاستخدمها من قبل الوافدين والتشدد في منع سير الشاحنات في غير الأوقات المخصصة وتدشين مدن صناعية وحرفية بعيدة عن المناطق الحضرية القائمة وإقامة مجمعات عمالية قريبة منها وتدشين مترو الأنفاق والكويت بما تمتلكه من قدرات مالية تستطيع فعل ذلك خلال فترة قصيرة والاستعانة بخبرات الدول الشقيقة والمضي بتطوير شبكة الطرق، وفرض رسوم تصاعدية على المركبات من الموديلات القديمة وسحب الرخص لكل من تحصل عليها بشكل غير قانوني والتوسع في المنطقة الحضرية بإقامة مدن إسكانية جديدة كاملة الخدمات الحكومية والتعليمية والصحية، بحيث لا يحتاج قاطنوها للتوجه إلى خارج مناطقهم لإنهاء معاملاتهم، وفتح أفرع للكليات الجامعية وبناء مستشفيات في تلك المدن الإسكانية.
٭ آخر الكلام: إلى متى تغرق الطرقات كلما سقطت أمطار الخير؟ كل عام نكون مع وعود وكلام عن انفراجة وخطوات اتخذت ومع ذلك يبقى الحال على ما هو عليه.
المطلوب حلول واقعية مرئية مردودها على أرض الواقع بعيدا عن الآمال الزائفة، لدينا كل المقومات لإقامة شبكة معتبرة لصرف مياه الأمطار، وأخيرا أشكر النائب الأول الشيخ طلال الخالد ووكيل وزارة الداخلية الفريق أنور البرجس على تواجدهما ميدانيا لمتابعة الحالة المرورية، ورجال الإطفاء على جهودهم في التعامل مع بلاغات تسببت بها الأمطار.