يحكى أن الإمام مالك لما كان يقرأ في المسجد يروي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عنده يحيى بن يحيى الليثي راوي الموطأ عنه، والطلاب حول الإمام مالك.
فصاح صائح: جاء للمدينة فيل عظيم لم يكن أهل المدينة رأوا فيلا، لأن الفيل ليس موطن هذه البلاد، فهرع الطلبة كلهم ليروا الفيل، وتركوا مالكا! إلا يحيى بن يحيى الليثي فقط.
فقال له مالك: لِم لم تخرج معهم، هل رأيت الفيل قبل ذلك؟
قال: إنما رحلت لأرى مالكا لا لأرى الفيل.
فيكبر الإمام موقفه، وتعجبه من الطالب فطنته فيقول له مثنيا: «أنت عاقل الأندلس». ويسأله عن اسمه فيقول له: يحيى بن يحيى الليثي.
وبهذا أثابه الله جل وعلا بأن الرواية التي تروى الآن في شرق الأرض وغربها المعتمدة لموطأ الإمام مالك هي رواية يحيى بن يحيى الليثي، مع أنه من صغار طلبته، هناك روايات أناس أكبر منه لم يكتب لها القبول، ومسلم في الصحيح يروي من طريق يحيى بن يحيى الليثي.
فتمضي الأيام وتبقى العبر من هذه القصة:
يعد تحديد الأهداف من الأمور المهمة في تحقيق الغايات ورسم مسارات عمل واضحة، وهي من أبرز سمات التخطيط لرسم خريطة طريق نحو المستقبل، وهي أول مفاتيح النجاح لكسب مقاصد الحياة وإدارة جميع القضايا العالقة ولن يثنيها عن تحقيقها أي شائبة، فعلى قدر هدفك في الحياة تكون قيمتك ومكانتك، فشخص بلا هدف كسفينة بلا دفة، ومن لا يعرف الهدف فلن يجد الطريق.. ودمتم ودام الوطن.
[email protected]