تعلمنا من الداعية الراحل ورمز العمل الخيري الكويتي د. عبدالرحمن السميط، اهتمامه باصطحاب أبنائه في رحلاته الخيرية إلى أفريقيا، ولمست أثر ذلك في تكوين شخصياتهم وصلاحهم، وها هم اليوم يستكملون مسيرة والدهم، رحمه الله، في إدارة جمعية العون المباشر، ونسأل الله لهم التوفيق والسداد في مسيرة العمل الخيري والإغاثي.
وكما يقال إن «الابن الصالح.. مسرة الوالد»، وهذا ما شعرنا به نحن في رحلة فريق «همم شبابية» الأخيرة، التي كانت مختلفة تماما عن جميع الرحلات في السنوات السابقة، فقد اصطحب في هذه الرحلة الآباء أبناءهم معهم في رحلة إغاثية لتقديم الطرود الرمضانية للاجئين السوريين في الأردن.
وبذلك رسخت هذه الرحلة مفهومي العمل الإغاثي والعمل التربوي في آن واحد. وشهدت تلك الرحلة تجربة جديدة للأبناء، حيث قاموا بالعمل والتعاون مع آبائهم في توزيع المساعدات والطرود الرمضانية للمحتاجين ودخلوا إلى المخيمات العشوائية.
كما شاهدوا كيف يعيش اللاجئون في المخيمات، وشعروا بحال الأطفال السوريين عندما شاهدوا تهافتهم على الحلويات التي يرونها لأول مرة في حياتهم، وتم توزيعها من قبل الأبناء للأطفال اللاجئين، والتي كانت لها الأثر البالغ في نفوسهم واستشعارهم بالنعم التي يتمتعون بها، وحمدوا الله كثيرا عليها.
كما اكتملت تجربتهم بمشاركة الأبطال الشباب في هذه الرحلة باللعب مع الأيتام، وقضاء ساعات معهم للمساهمة في إدخال الفرحة والبهجة إلى حياتهم.
إن مثل هذه التجارب تسهم في صقل شخصية الأبناء وخبراتهم منذ الصغر، وتعلمهم مهارات الحياة وتغرس فيهم قيم العطاء والتعاون، والإحساس بالفقراء والمحتاجين من خلال واقع وتجربة عاشوا بها ورأوها بأعينهم ولم يكتفوا بسماعها فقط.
من الجميل أن يصطحب الآباء أبناءهم في رحلة سياحية خيرية، وهي تجمع بين العمل الخيري والسياحي في آن واحد، والحرص على نقل ثقافة العمل الخيري من جيل إلى جيل، لتستمر مسيرة العطاء والخير في هذا المجتمع المعطاء.
العمل الخيري الكويتي كالنهر الجاري، الذي يتدفق باستمرار ليروي العالم أجمع، ويزرع القيم والمثل العليا في النفوس.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح أحوال أبنائنا وبناتنا، وأن يهديهم سبل السلام وطريق الهداية، وأن يبارك لنا في أبنائنا ويحفظهم من كل مكروه، وأن يوفقهم لطاعته ويرزقنا برهم ويجعلهم قرة عين لنا.
Al_Derbass@
[email protected]