تكاد تكون «قوة التحمل» السمة المميزة في جميع الرياضات، ومن بينها لعبة التنس التي تعتمد على اللياقة البدنية والمهارة والذكاء، لذلك تشهد منافسات قوية ومثيرة بين اللاعبين، وندية كبيرة، خصوصا إذا كانت المواجهة بين اثنين من نجوم اللعبة، إلى درجة ان المباراة الواحدة قد تستغرق ساعات طويلة، خاصة في البطولات الكبرى «غراند سلام».
وقد شهد تاريخ لعبة التنس مباريات كبيرة امتدت لساعات، وكانت أشهر وأطول مباراة في التاريخ تلك التي جمعت اللاعب الفرنسي نيكولاس ماهوت والاميركي جون إيسنر في بطولة ويمبلدون في العام 2010.
وتنص القوانين في هذه البطولة على أن المباريات يجب أن تلعب تحت الأضواء الطبيعية، حيث تتوقف مع حلول الظلام ثم تستأنف في اليوم التالي، وهذا الأمر حدث في تلك المباراة مرتين.
وقد انطلقت المباراة عند الساعة السادسة مساء واستغرقت المجموعات الأربع نحو ثلاث ساعات، وتعادل اللاعبان بمجموعتين لكل منهما بواقع 6-4،3-6،6-7 و7-6 وبسبب حلول الظلام قرر الحكم إيقاف المباراة واستئناف المجموعة الخامسة في اليوم التالي.
وفي المجموعة الخامسة حافظ كل لاعب على إرساله على نحو غير مسبوق في اشارة واضحة الى رغبتهما في الحفاظ على الأفضلية على أمل الكسر.
تم استئناف المباراة يوم الأربعاء ونتيجة لتعادلهما في المجموعة الخامسة، كان على أحدهما التقدم بشوطين بدلا من شوط واحد ليفوز، وهو ما لم يحدث، ففي كل مرة كان أحدهما يتقدم بشوط، وكان الآخر يعادل النتيجة، إلى درجة أن لوحة النتائج توقفت عن العمل لفترة بسبب عدد الأشواط الكبيرة التي لعبت.
ولم ينجح أي لاعب في حسم المباراة ومع حلول الظلام مرة أخرى قرر الحكم إيقافها مجددا، لتستأنف في اليوم التالي، وبعد نحو 67 دقيقة من اللعب، تمكن الاميركي إيسنر أخيرا من الفوز بعد ان تقدم بشوطين محققا الفوز في المجموعة الخامسة بواقع 70 شوطا مقابل 68 شوطا لماهوت. وقد استغرقت المواجهة (655 دقيقة) 11 ساعة و5 دقائق توزعت على ثلاثة أيام، وشهدت عددا من الأرقام القياسية فهي أطول مباراة، كما سجلت خلالها أطول مجموعة (المجموعة الخامسة استغرقت 8 ساعات و11 دقيقة)، وأكبر عدد من إرسالات آيس (إيسنر، 113)، وأكبر عدد من النقاط في مباراة واحدة (980 نقطة).
وبعد تلك المباراة قرر الاتحاد الدولي للعبة اعتماد مبدأ شوط كسر التعادل بين اللاعبين في المجموعة الاخيرة، منعا لحدوث هذا الامر مجددا، مما يعني أن الرقم القياسي المسجل في هذه المباراة لن يكسر مجددا.