الدوحة - فريد عبدالباقي
يمتلك البطل الأولمبي القطري معتز برشم (31 عاما) محطات مهمة خلال مشواره في منافسات الوثب العالي، والتي بدأت في 2010، حينما أحرز ذهبية بطولة العالم للشباب بكندا بـ (2.31م)، وهو الرقم نفسه الذي توج به في بطولة آسيا للشباب في العام ذاته، كما يحمل الرقم القياسي لبطولة آسيا داخل الصالات (2.37م) الذي سجله بمدينة هانزوا الصينية 2014.
إنجازات القطري برشم على مستوى دورات الألعاب الرياضية في الأولمبياد ودورة الألعاب العالمية العسكرية ودورة الألعاب الآسيوية حافلة بالميداليات الذهبية وتسجيل الأرقام المختلفة، حيث سجل أفضل وثبة في تاريخ الألعاب الآسيوية عام 2014 بكوريا الجنوبية، ودورة والألعاب العسكرية بالبرازيل 2011 برقم قدره (2.31م).
وقد فاز ببرونزية أولمبياد لندن 2012 قبل أن تتحول لفضية لاحقا بقرار من اللجنة الأولمبية الدولية، ثم فضية ريودي جانيرو 2016 بالبرازيل، ثم ذهبية طوكيو 2020، كما نجح في الفوز بذهبية بطولة العالم، ليكون أول لاعب في التاريخ يحقق اللقب 3 مرات في نسخ، لندن 2017، الدوحة 2019، ويوجين الأميركية 2022، ليصبح أسطورة حية في تاريخ ألعاب القوى.
وصنف الاتحاد الدولي لألعاب القوى البطل القطري بأنه الأفضل في تاريخ أم الألعاب منذ انطلاقة أول مسابقة في الوثب العالي قبل ما يربو على 80 عاما، إذ إنه الوحيد الذي نافس نفسه في الوثب العالي، وبات أيقونة يقتدي بها عشاق الوثب العالي من الأجيال القادمة.
ويتميز البطل القطري بتواضع كبير دفع به لأن يرسخ معنى إنسانيا في التنافس الرياضي عندما قبل بتقاسم الميدالية الذهبية مع منافسه الإيطالي جانماركو تامبيري في دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو الصيف الماضي، لتصبح أول ذهبية مشتركة في تاريخ الوثب في العالم، في وقت كان برشم قادرا على اقتناص الذهبية وحده، غير أنه رسخ لمعاني الروح الرياضية والتنافس الشريف.
برشم، الذي تم تجهيزه وفق برنامج علمي وعملي مدروس بأكاديمية التفوق الرياضي أسباير، يعد نموذجا للبطل صاحب الإرادة القوية والصبر، فقد تعرض لإصابة في وتر القدم في 2017 في لقاء هنغاريا الدولي وهو يحاول تحطيم الرقم القياسي وقتها، وكادت تودي تلك الإصابة بمستقبله الرياضي، غير أنه واصل العمل والتعافي وعاد للتتويج بالذهب في بطولة العالم بالدوحة، في حالة من حالات الإصرار والتحدي. ورغم بداياته عداء في نادي الريان القطري، فإنه استجاب لنصح مدرب الفئات العمرية وقتها في النادي بأن يتجه للوثب بدلا من الركض.