مبارك الخالدي
تجود الرياضة الكويتية بالكثير من النجوم الذين صالوا وجالوا في الملاعب، وتألقوا سواء في أنديتهم أو مع المنتخبات الوطنية، وحققوا العديد من الإنجازات التي لن تسقط من ذاكرة التاريخ، ومن هؤلاء العداء المرحوم خالد خليفة، أحد الرواد الرياضيين الذين رفعوا علم واسم بلاده الكويت عاليا في المحافل القارية والدولية، وكان من اللاعبين الأبرز على مستوى قارة آسيا والعرب في ألعاب القوى «أم الألعاب»، وتحديدا في رياضة العدو وسباقات 800م و1500م، وحقق المرحوم خالد في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي العديد من البطولات المحلية والخليجية لناديه خيطان الذي انطلق منه يوم كان للأندية دور مهم وفاعل في اكتشاف المواهب وصقل مهاراتهم، فنقلته تلك الأرقام الفريدة والمميزة تلقائيا لتمثيل وقيادة منتخب الكويت لألعاب القوى.
واستطاع النجم خليفة خلال مسيرته الممتدة لأكثر من 15 عاما تحقيق ما مجموعه 38 ميدالية منها 16 ذهبية في سباقات 800م و1500م وسباق 4×100م تتابع، كما يضاف الى رصيده الحافل 17 ميدالية فضية في مختلف البطولات والدورات العربية والآسيوية، وكذلك 5 برونزيات.
ولعل من ابرز مشاركات الراحل خالد خليفة دورة الألعاب الأولمبية في موسكو 1980 وهي الدورة الحلم لكل الرياضيين من دول العالم، ولأن الأحلام والأماني وخصوصا الرياضية منها وسط تنافس قاري وعالمي لا تتحقق بسهولة فلم يكن الطريق للوصول لتلك الإنجازات مفروشا بالورود، فالنجم «تغرب» كثيرا ومعه عدد من زملائه في معسكرات أوروبية منها ألمانيا والمجر والاتحاد السوفييتي سابقا وهي دول شهيرة في أم الألعاب وخصوصا سباقات العدو، حيث صقل موهبته في الاحتكاك مع نخبة من اللاعبين الأبرز على مستوى العالم، كما استفاد من التوجيهات الفنية لخبراء اللعبة في ذلك الوقت.
وكان الفقيد يعتز بمشاركاته الخارجية وخصوصا الآسيوية التي حقق فيها الميدالية الذهبية، حيث كانت الميدالية هي البوابة له لتلقي الدعوات للمشاركة في دورات وتجمعات بصفته بطلا لآسيا من كل دول العالم ومنها دورة باكستان الدولية عام 1981، حيث نجح في تأكيد جدارته وانتزاع ذهبتيها، كما شارك في الدورة العربية التي أقيمت في بغداد عام 1979 ونجح وسط حضور 10 آلاف متفرج في انتزاع الذهبية من أبطال العرب من الجزائر والمغرب والعراق وغيرهم من الخليج.
وشعر الفقيد خليفة بالندم كثيرا لخسارته ميدالية سباق 800م في دورة الألعاب الآسيوية في سيئول عام 1984 وهو بلا شك شعور طبيعي وصادق للاعب مخلص ومجتهد ويضع شعار بلاده وتواجده في منصات التتويج هدفا رئيسا لمشاركاته.