بمرور ثلث شهر رمضان المبارك، وبعد متابعة متواضعة لمسلسلات هذا الشهر في هذا العام، كنا نتمنى أن نرى تغييرا في هذه الأعمال عما سبق تقديمه خلال هذا الشهر في الأعوام السالفة! إلا أننا ومع الأسف شهدنا استمرارا لنفس السيناريوهات السابقة وتكرارا لها باستثناء تغييرات للديكورات والشخوص التي تظهر فيها، وكالعادة لا يوجد محتوى أو مضمون أو لنقل عدم وجود نص يستحق أن تتم متابعته.
وهنا يبرز السؤال الأهم في خضم كل ما يتم إلقاؤه من مسلسلات تتزاحم فيما بينها للعرض في هذا الشهر الفضيل.
والسؤال هو ما الفائدة المنشودة أو المرجوة من عرض هذا النوع من المسلسلات في شهر رمضان؟! هل المنتج لتلك الأعمال هو المستفيد من خلال شراء المحطات الفضائية لمسلسله الذي أنتجه مباشرة أو غير مباشرة أم من المستفيد الحقيقي؟
في المقابل، فإن أكبر المتضررين من عرض بعض تلك النوعيات من المسلسلات هو المشاهد الذي ينتظر أن يرى مسلسلا ذي مضمون ونص ويتناول أو ينقل نبض الشارع العربي، وهو ما لم نشهده في تلك المسلسلات، لا بل قد يصل إلى مراحل يشوه معها صورة المواطن العربي والخليجي، حيث تظهره في كثير من الأحيان بصورة منافية للواقع الحقيقي أو لنقل لا تنقل جزءا يسيرا من واقعه.
وقد شهدنا في كثير من تلك المسلسلات من قبل وحاليا تصرفات غير لائقة ظهرت في بعض تلك المسلسلات وتشكل خطرا على شريحة صغار السن والمراهقين في مجتمعاتنا العربية والخليجية تحديدا وتعطي الانطباع بالانجرار وراء التصرفات البعيدة كل البعد عن عاداتنا وتقاليدنا، بل وبعيدة كل البعد عن مبادئنا الإسلامية، وتصل في بعض منها نشر الرذيلة وتعاطي المخدرات وغيرها من الممارسات الأخرى مثل تطاول الأبناء على الآباء، وانتشار الفاحشة، وتأثر الأجيال الحالية في شخصيات بعيدة عن القدوة الحقيقية.
وغيرها من الممارسات المنافية المشهودة في تلك المسلسلات الهابطة لمناسبة الشهر المبارك.
من هنا نصل إلى ما تبقى من عرض للحلقات القادمة من المسلسلات الرمضانية حتى نهاية الشهر الفضيل، فإنه لا يوحي بأي تغيير جوهري في مضمون المعروض فيها.
وبناء عليه فإننا نوجه صرختنا المدوية للمسؤولين القائمين في دول الخليج بالوقوف مليا على أي موافقة لعرض مسلسلات لا تليق بمجتمعاتنا العربية والخليجية. والله الموفق.
[email protected]