هادي العنزي
تجود الرياضة الكويتية بالكثير من النجوم الذين صالوا وجالوا في الملاعب، وتألقوا سواء في أنديتهم أو مع المنتخبات الوطنية، وحققوا العديد من الإنجازات التي لن تسقط من ذاكرة التاريخ، ومن هؤلاء عبدالله الطرقي الرشيدي المولود في 21 أغسطس 1963 الذي اقترن اسمه بالإنجازات الكبيرة على المستويين القاري والدولي، فنادرا ما تجده يخرج خالي الوفاض من مشاركة عالمية تجمع أفضل المصنفين في العالم برماية «السكيت».
شارك «القناص» في 7 دورات أولمبية، وهي: أولمبياد أتلانتا 1996، وأولمبياد سيدني 2000، وأولمبياد أثينا 2004، وأولمبياد بكين 2008، وأولمبياد لندن 2012، وأولمبياد ريو دي جانيرو 2016، وأولمبياد طوكيو 2020، وحصد المركز الثالث وبرونزية أولمبياد 2016 بالبرازيل، وأتبعها بثانية في أولمبياد اليابان 2020 برماية السكيت.
وليست الميداليتان الأولمبيتان وحدهما هما ما يخلدان ذكرى الرشيدي في سجل الشرف الأولمبي الخالد، بل هناك حادثة أخرى تضعه في مكانة خاصة مميزة، عندما تأهل إلى أولمبياد لندن 2012 بعد حلوله في المركز الثاني بالتصفيات الآسيوية لرماية «السكيت» التي أقيمت في الدوحة مطلع 2012، ليتبعه ابنه «طلال» الذي كان حينها يبلغ من العمر 19 عاما فقط، بعد أن حل بالمركز الثاني في رماية «التراب» ضمن التصفيات الآسيوية ذاتها، لتوثق حالة أولمبية نادرة باسم الكويت، وعائلة الطرقي الرشيدي.
الإنجازات الكبيرة كانت تتبع «صائد الذهب»، وكان يلاحقها بعزيمة لا تلين، وصبر يضرب به المثل، اقترن بالقمة كثيرا، ورفع علم بلاده الكويت في أهم وأقوى بطولات العالم، ومن بينها، الظفر بلقب بطولة العالم والميدالية الذهبية في رماية «السكيت» التي أقيمت في يونيو 1995 بقبرص، وأحرز لقب القارة الآسيوية في البطولة الآسيوية الثامنة للرماية التي أقيمت في أكتوبر 1995 بجاكرتا، والمركز الأول في رماية السكيت ببطولة العالم في العاصمة البيروفية ليما 1997، بعدما أصاب 149 طبقا من إجمالي 150 طبقا.
ولم يتوقف الطرقي الرشيدي عن الإنجازات في تسعينيات القرن الماضي، بل امتد إلى الألفية الثالثة، وزاد في طلبه للقمة ومجدها، فاعتلى قمة آسيا مجددا في البطولة الآسيوية الثامنة بالكويت 2007، ثم في البطولة الآسيوية للرماية التي أقيمت في الماتا بكازاخستان 2009، وتوج بطلا للأساتذة في رماية «السكيت» بمدينة برونو بالتشيك يوليو 2004، كما حصد لقب بطل العالم 4 مرات في بطولة كأس العالم في مدينة شيبا اليابانية 1995، وسيئول بكوريا الجنوبية 1997، ونيقوسيا بقبرص 2013، وبكين 2014.
جمع الرشيدي أكثر من 100 ميدالية قارية وعالمية وأولمبية، في مسيرة عطرة امتدت لأكثر من 35 عاما، قضاها بين تدريب يومي منتظم، ومعسكرات محلية وخارجية، ومشاركات تنافسية عادة لا تخلو من مشاركة أفضل رماة العالم.