ترقبت تطبيق تجربة «الدوام المرن» أو «البصمة المرنة» مع بداية شهر رمضان المبارك، وبالحقيقة أكد الواقع فشل التجربة، وذلك لعدم استيفاء الدراسة المقدمة في هذا الجانب وعدم وضع الخطط البديلة للحد من الازدحام المروري وما ينتج عنه من اختناقات مرورية، لاسيما البنية المترهلة لشوارع الكويت، والتي تحتاج إلى شركات أجنبية ذات خبرات عالمية ومواد إنشائية بمواصفات تتناسب والتغير الجيولوجي والمناخي في العالم، ويجب عليه أن تعاد دراسة المتطلبات الهندسية والبنائية للشوارع والطرق الرئيسية والجسور في البلاد.
في أغسطس 2014 نشرت مقالا في جريدة «الأنباء» تحت عنوان «ساعة بثلاثة ملايين دينار» في العدد الصادر يوم السبت 8/11/2014، وعرضت فيها الإحصائيات التي تشير إلى الخسائر التي تتكبدها الدولة سنويا ووفق الدراسة التخمينية لوزارة الداخلية آنذاك، ركزت فيها على كلفة الازدحام المروري في الكويت وقدرت بما يفوق 4 مليارات دولار سنويا، بينما وصلت كلفة المشكلات المرورية المتمثلة بالحوادث والتلوث البيئي والضوضاء حسب المواصفات العالمية إلى نحو 3 مليارات دولار سنويا.
وفي العام نفسه وبعد أسبوعين في العام نفسه ألحقت الموضوع بمقال أخر نشر في جريدة «الأنباء» الكويتية أيضا، وكنت أول من اقترحت في المقال «النصف ساعة الفارقة» وكان كل تركيزي يصب في مصلحة الطلبة وأولياء الأمور وعن النصف ساعة الفارقة جاء في المقال «أن الأمر سيؤدي إلى تقليل الزحمة وبالتالي يقلل أعذار الموظفين الذين يوصلون أبناءهم إلى مدارسهم، وهو الأمر الذي سيؤدي أيضا إلى زيادة إنتاجية الموظف الذي يضيع منها ساعة أو ساعتين أحيانا بحجة أنه كان يوصل أبناءه إلى المدرسة».
وأيضا، لشغلي الشاغل وتفكيري المستمر بمشكلة الازدحامات المرورية وآثارها على الطالب والموظف وفي كل حدث وأزمة للازدحامات المرورية أساسها الشوارع التي تحتاج تخطيط هندسي جديد وبنية تحتية، ودراسات تسبق أي قرارات تطبق في الكويت، ومنها أوقات الدوام وخصوصا في شهر رمضان المبارك، ومع انطلاق العام الدراسي بفصليه الأول والثاني ومع الأسف مازالت تتفاقم هذه المشكلة التي تمس المواطن وتؤثر على إنتاجية الفرد في المجتمع الكويتي.
واليوم، ونحن نطبق النصف ساعة في الدوام المرن أو البصمة المرنة فشلت التجربة بكل المقاييس والتجربة خير برهان ويجب أن تكون الحلول جذرية، فماذا لو طبقنا نظام الساعة الفارقة في المدارس والجامعات بفارق الساعة، على سبيل المثال على أن يبدأ دوام المدارس من 9:30 صباحا وينتهي في الـ 2:15 ظهرا، والمعاهد والجامعات أن يبدأ الدوام من 10:30 إلى 3:15 عصرا.
أما عن دوام الفترتين في الوزارات على أن يبدأ بفارق الساعة على فترتين: للمجموعة الأولى من 10:00 ص إلى 2:00 ظهرا، والمجموعة الثانية من 11:00ص - 3:00م.
وبالفعل تبذل الهيئة العامة للمعلومات المدنية الجهود فقد عملت على تقسيم فترات العمل إلى ثلاث فترات بواقع النصف ساعة، وتبقى البدائل مطروحة بعدد الساعات وتقسيم المجموعات وفق الدراسات التي على المعنيين في وزارات الدولة تقديمها وبحثها ومناقشتها قبل المواسم التي تكتظ بها شوارعنا بالازدحامات المرورية، واقترح أن يكون «الدوام المرن» أو «البصمة المرنة» في رمضان 2024 بفارق الساعة ودوام الفترتين بإذن الله.
[email protected]