«فاصل ونواصل» جملة نسمعها كثيرا من خلال شاشة التلفزيون وأحيانا الإذاعات، كيف ولماذا ومتى وماذا يقصد بها؟
هي جملة تقطع التواصل والاستمرار، ولها فوائد كثيرة، بها إما يتم تصليح خلل أو تعديل مسار، فتستقيم الأمور، إن كان بثا تلفزيونيا مباشرا، وبها كذلك تبث الإعلانات ذات المردود المالي العالي من الشركات التجارية، فتعم الفائدة للشركات والماركات التجارية، وللقناة التلفزيونية وغيرها، وقيمة «فاصل ونواصل» تقاس بكمية الفائدة المادية والمعنوية لما يقدم خلال «فاصل ونواصل» من سلع وبضائع تجارية، أو دعاية لأفلام أو برامج أو مباريات (والشيء بالشيء يذكر) المباريات الرياضية بها «فاصل ونواصل» وهي الاستراحة بين الأشواط، وبها منافع عدة، منها إراحة البدن، وتعديل خطة، وتهدئة الأعصاب.
كل شيء في الدنيا يتخلله «فاصل ونواصل»، فالله خلق الليل للسبات والنهار معاشا للعمل والكسب وجعل للصلوات الخمس مواقيت ثابتة بها يتوقف العمل نهارا للصلاة، فاصل ثم يواصل عمله، وليلا يستيقظ من نومه لتكون صلاة الفجر فاصلا بين النوم والاستيقاظ ليواصل عمله، وأنا الآن بمكتبي أقرأ وأكتب هذا المقال، ويناديني ابني عبدالله قائلا: أبي.. ننتظرك، العشاء جاهز لذلك أستأذنك عزيزي القارئ وأقول «فاصل وأواصل» لأن الأكل لا ينتظر أحدا وكلما قصرت وتأخرت فسأفقد أشياء كثيرة «يبرد الطعام وتقل جودته، ويفقد أحسنه».
مما سبق، فإن زبدة القول كأن الله سبحانه وتعالى يقول للمسلمين شهر رمضان هو شهر «فاصل» عن بقية الشهور فاغتنموا الفرصة، ولا تتكاسلوا فتخسروا، ويمر عليكم مرور السحاب فتندموا، هذا شهر كريم تتفتح فيه أبواب السماوات وتكثر فيه العبادات من صلاة وصوم وزكاة، وصلة رحم وإحساس بالجوع نهارا والشبع ليلا تذكرة للمتقين، وراحة لأجهزة البدن، هذا الشهر فيه فوائد عديدة لكل طبقات المجتمع، ختامه زكاة وعيد وفرحة إنه «فاصل» بين شهور السنة، كاستراحة محارب، فلعلنا إن شاء الله نتزود بالراحة الإيمانية والبدنية ونكسب فوائد جمة تكون بميزان حسناتنا، ليكون هذا الشهر الفضيل مباركا علينا، ويكون «فاصل» خير ومحبة ونشاط بعدها «نواصل» حياتنا بنفس الطاعة والتقوى، تقبل الله طاعتكم، وأعادكم على رمضان سنين عديدة ليكون «فاصل ونواصل».
[email protected]