في ظل عدم وجود إجراء أو تحرك فعال من قبل الجهات المسؤولة، بعد أن كنا قد أيقنا بحل هذه المشكلة الغريبة.. فهل هو إهمال في توفير الأدوية أم ماذا؟
إن المحتاجين للدواء هم بأمس الحاجة لتوافره، فالمريض لا يستطيع الانتظار لإجراءات بيروقراطية من هنا أو هناك، وخصوصا المرضى ذوي الطبيعة الخاصة والأمراض المزمنة التي يتطلب معها توافر الدواء بصفة مستمرة ودون تعطيل، فأي تعطيل أو مماطلة في توفير الدواء لتلك الشرائح معناه طول أمد المعاناة واستمرار الآلام في ظل نقص الدواء اللازم.
فما بالك إن كان المحتاج للدواء من كبار السن، والذين لا تخولهم حالتهم الصحية الانتظار أو تحمل الألم. إن التحرك الفعال من قبل الجهات المسؤولة هو حاجة ملحة جدا للتخفيف من معاناة محتاجي الدواء.
لا شك أن الإهمال في توفير الدواء اللازم يعطي مؤشرا غير طيب عن عدم الإحساس بمعاناة من يعاني من نقص الدواء وعدم توافره في الوقت المناسب، ويعطي انطباعا بأن شيئا ما يحدث غير عادي، والمتمثل في حدوث هذا النقص، ولا يمكن أن يوجد سبب معقول لنقص الدواء في بلد لا يعاني من أزمة تمويل أو أزمة اقتصادية حقيقية في الشراء وغيره، وهو الأمر غير المبرر!
من ناحية أخرى، أيضا نذكّر بتصريح أحد مسؤولي وزارة الصحة في وقت أزمة نقص الدواء قبل عدة أشهر، والذي ذكر فيه أنه تم تشكيل عدة لجان والدفع بقياديي الوزارة والمستودعات الطبية للعمل على مدار الساعة لتوفير جميع الأدوية اللازمة، وحرص وزارة الصحة على استكمال المنظومة الدوائية وتعزيز المخزون قدر الإمكان.
لم تتحقق نتائج مهمة من ذلك التشكيل أو ذاك التصريح وتكررت المشكلة قبل فترة، الأمر الذي يضع علامات استفهام حول ما يجري في هذا الصدد، وبالمقابل تأتي الوعود الصحية بعيدة عن التحقيق، فحينها طلب ذلك المسؤول أن يتم منحه وقتا كافيا نظرا لحداثة توليه المسؤولية في وزارة الصحة.
وها قد مضى أكثر من شهرين وعادت المشكلة إلى نفس المربع الذي ابتدأت منه، وهذا الأمر بطبيعة الحال غير مقبول بتاتا.
فكم يلزم من وقت وشهور لتقليص معاناة من يحتاج للدواء الناقص في العيادات والمستشفيات. إن هذا الأمر يحتاج وقفة مهمة، لتجاوز حدوث نقصه مستقبلا.. والله الموفق.
[email protected]