من أخطر الأمراض التي تصيب القلب وإصابته قاتلة، مرض الرياء، فالرياء يحبط العمل الذي يقترن به، قال سبحانه في الحديث القدسي: «من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه» وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر» فالرياء هو حظ الشيطان من قلوب الصالحين وأهل الاستقامة، ولذلك خطره اعظم، فالذي يعصي الله تبارك وتعالى أهون من الذي يرائي، نسأل الله العافية.
كما ان الأمن من الرياء علامة الوقوع فيه، وكان كثير من السلف إذا اعجبه الكلام سكت وإذا اعجبه السكوت تكلم، وكان منهم من يصوم اربعين سنة وإذا خرج من بيته يبل شفتيه بالماء حتى لا يعرف أحد أنه صائم، ومنهم من كان يخرج من منزله ومعه زاده وفي الطريق يتصدق به على الفقراء ولا يعرف احد عن هذا الشيء.
يقول الفضيل رحمه الله: «كانوا يراؤون بما يعملون وصاروا اليوم يراؤون بما لا يعملون»، هذا في عصره! فكيف بالله عليكم في عصرنا.
أسأل الله ان يطهر قلوبنا من الرياء ومن جميع الأوباء.