قامت بعض الأخوات بفكرة رائدة وفريدة من نوعها، وذلك قبل عدة سنوات، حيث يقمن بترتيب رحلات سياحية داخلية، ورحلات سياحية خارجية لمن تسمح ظروفها بالسفر لعدة أيام، سواء لأداء العمرة أو للاطلاع على العالم الخارجي واكتشاف الوجه الآخر للحياة، ومن ثم العودة لأرض الوطن جالبة معها الهدايا والمعلومات القيمة عن تلك الدولة، وكما نعلم أن السفر له عدة فوائد تعود على المسافر، فأغلب المتقاعدات لديهن متسع من الوقت للرحلات الخارجية، وخصوصا من أبناؤهن موظفون بالدولة ومتزوجون وكل منهم لديه حياته الخاصة، فنجد أن الأم المتقاعدة لديها الوقت للمشاركة بهذه الرحلات السياحية لدولة قريبة أو بعيدة.
أما الفريق الآخر من الأخوات القياديات لهذه الفكرة فيقمن برحلات داخل الوطن، الهدف منها تشجيع السياحة الداخلية والتعرف على كل صرح جديد وزيارة الأماكن العامة، وإن كن من روادها سابقا، والفرق يكمن أن جو الرحلة لها طابع مختلف من حيث تجمع الصديقات والتعارف، فتزداد الألفة.
يجب ألا ننكر أن بعض المتقاعدات يحتجن من يأخذ بأيديهن ويشجعهن ويساعدهن على المشاركة، خصوصا حين يكون التجمع في باصات النقل العام، فتأخذهن لأماكن الرحلة ومن ثم العودة بهن بالسلامة لبيوتهن بعد يوم حافل جميل وسعيد بفقراته المتنوعة ووجباته اللذيذة والتجمع والأحاديث المتبادلة الشيقة عن ذكرياتهن قبل التقاعد.
ولو نظرنا إلى عدد المجاميع للرحلات السياحية فتُعد على أصابع اليدين العشرة، وجميعها تحت إدارة وقيادة العنصر النسائي وجميعها تصب في قالب إسعاد المرأة بعد رحلة كفاح، وكل من تلك الفِرَقْ تعمل على حدة ببرنامج يختلف عن الآخر.
تحرص كل قائدة على سلامة السيدات اللاتي معها منذ بداية الرحلة الى العودة، وهذا ما حدا بالكثير من السيدات إلى المشاركة بتلك الرحلات نظرا لسهولتها وسلاستها في البرنامج، حيث تعود المتقاعدة بالمساء مصطحبة معها أجمل الذكريات مع الصحبة الجميلة، وهي بمنزلة تغيير روتين حياة عن مشاغل المنزل اليومية وبها تجديد للنشاط.
تلك الفرق لا تعمل إلا بفصل الشتاء والربيع، حيث الأجواء الجميلة وما يتخلل تلك الأشهر من مناسبات وعلى رأسها الأعياد الوطنية في شهر فبراير على عكس فصل الصيف، حيث لا توجد رحلات نظرا لقسوة الجو اللاهب وسفر الكثير منهن خارج البلاد.
شكرا لكل الأخوات ولكل مديرة مشروع للرحلات على مجهودهن الواضح لإيجاد متنفس للمتقاعدة وعلى إسعادها.