الكثير من الناس اعتادوا أن يفرقوا بين الناس إلى طبقات وتحت مسميات.. هذا غني وهذا فقير، هذا مسؤول وهذا موظف، هذا ابيض وهذا اسود، هذا مشهور وهذا من عامة الناس، حتى كثير من الناس غيروا هذا المفهوم إلى مفهوم التعايش، ومنهم الشيخ مشاري العفاسي، فهو معروف في الوطن العربي كله بأنه قارئ قرآن ويستمع كثير لتلاواته وحفظ القرآن بسببه،
إلا انه كسر حدة هذه التفرقة، وبأن الناس أمة واحدة وكل واحد يكمل الثاني، وما زاد إعجابي به انه يحتوي الجميع وخصوصا الشباب، فالشاب إن لم يجد شخصا به دين وخير يستمع له ويرحب به ويحتويه تلقفته الشياطين من الإنس والجن.
كنت أقول لكثير من المطربين والمشاهير انه عندما تتكلم بالدين أو تسجل آيات بصوتك، فأنت تحب الخير ولا تعتبر منافقا مثل ما يدعيه البعض.
فلا يعدم الخير بأحد بسبب انه يعمل سوءا. وكان بوابة خير بتعامل الشيخ مشاري العفاسي مع المغنين.. فالجميل أن تبرز الخير في الناس.. لا أن تخفيه وتشمت في معاصيهم!
من مقولاته الجميلة قال: «توظيف الصوت الجميل لخدمة الدين والتعاون في استخدام الموهبة في كل ما من شأنه بهجة النفوس وتحفيز الناس لفعل الخير وتذكيرهم بالله، وخصوصا في مواسم الخير شيء يخدم الدين ويؤلف بين المجتمع الواحد ويرقى بالإعلام الديني».
وما رسخ مفهوم التعايش الجميل عندما قدم آية وحكاية وجمع الناس من كافة أنواع المجتمع وأبرز بهم جوانب خفية جميلة وقصصا يتعلم الإنسان منها.. كما قال الله «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»، فالتفرقة هي أساس كل خراب وسوء وهدم، والتواصل والترابط أساس لكل خير وفلاح، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، وقال الله: (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك).
مهما علا شأنك فبأخلاقك تكسب الناس وبسوئها ينفرون منك..
ومن أجمل ما قاله: انه في بداية حفظه للقرآن، ترك كل شيء «أصدقاء.. هوايات» تفرغ للقرآن حتى أتمه.
ومن كرس حياته للقرآن فإن القرآن عزيز، ينال الشخص من بركته وخيره وعطائه ما يملأ عليه حياته بالنور والطمأنينة والتوفيق!
[email protected]
Y_ALotaibii@