تتسم البيئة الإستراتيجية بعدم تماثل محتواها حيث إنها ديناميكية الحياة تتبدل فيها المواقف والتوجهات والأحداث المختلفة، والإدارة بالأزمات جزء منها وتسمى «فن صناعة الأزمات» التي تعطي انعكاسا مؤثرا على البيئة الإستراتيجية في التحكم والسيطرة على الآخرين، وذلك بافتعال الأزمات الجانبية والوهمية لتغطية مشكلة كبيرة ما، مما يجعل الآخرين ينسون المشاكل الصغرى، وكما تستخدم فيها أساليب المكر والخداع والغش والكذب والتدليس والتهديد والضغوط..الخ من أجل المزيد من المكاسب للطرف المفتعل، الذي لا يمكنه الوصول إلى هذه المنافع إلا بخلق هذه الأزمة، وهذا النوع يظهر بوضوح في السياسة الدولية، وحلها الوحيد بيد مفجرها.
إن أسلوب عملية «الإدارة بالأزمات» يتسع مداه ويستخدمه الأفراد أيضا، وهو أسلوب أدى إلى سقوط حكومات ومؤسسات وإشعال الفتن والحروب، وهو فن مستحدث للسيطرة على الآخرين وابتزازهم في برنامج زمني محدد الأهداف والمراحل، وذلك من تعبئة كل الأدوات والوسائل الدافعة والمؤيدة والمحفزة لضمان استمرارية المصالح وتدعيم قوى الاستقرار والتوازن المتواجدة أو إيجاد قوى استقرار وتوازن جديدة، وكذلك تفكيك التحالفات وإقامة أحلاف جديدة وإعادة رسم الخرائط السياسية.
«نرى» أن البيئة الخارجية لها آثارها وانعكاساتها، والموقف هو أن نأخذ الدروس والعبر ولأن الشيء بالشيء يذكر! إن الفساد يصنع أزمة، والمسؤول المؤسسي صاحب الإمكانيات الضعيفة والشللية الواسعة يصنع أزمة، ووضع الصغير مكان الكبير والجاهل مكان العالم والتابع في القيادة يصنع أزمة، وتزكية أشخاص لا يملكون أبجديات الأمور إلى مستوى من مستويات أصحاب القرار يصنع أزمة، من تسيطر على عقولهم مصالحهم فهؤلاء الأدهى والأمر في صناعة الأزمات، فاللهم اكفنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.. ودمتم ودام الوطن.
[email protected]