تحتال بعض الدول لتسوية مديونياتها وسد العجز في ميزانيتها بأساليب كثيرة، على سبيل المثال الاقتراض من الداخل أو من الخارج أو فرض الضرائب بكل ألوانها وأشكالها ومسمياتها تحت دعاوى شتى أولها تنمية الموارد وإيجاد مصادر جديدة للدخل.
ونحمد المولى عز وجل أننا في الكويت لسنا من هذه الدول فلا نحن دولة مقترضة ولا فقيرة.
أسوق هذه المقدمة بسبب ما قيل عن نية الحكومة فرض ضريبة محتملة وأن وزارة المالية قامت بإعداد قانون يتعلق بالإجراءات الضريبية وإحالة هذا المشروع إلى مجلس الوزراء حتى تستكمل الإجراءات الرسمية الخاصة به، فأينما ذهب المواطن لإنجاز أي معاملة في الدولة كتجديد الإقامة للخدم والسواقين واستخراج أي شهادة أو تجديد الجواز فالمواطن الكويتي يدفع هذه الضرائب غير المباشرة وآخرها نية الحكومة بأن يدفع كل بيت رسوما مقابل المظلات المقامة أمامه!.
هل أيام الرفاه للكويت قد انتهت؟ إن المرء ليعجب لمعاناة الكويتيين ونية الحكومة في فرض الضرائب عليهم، فالكويتيون جميعا إلا من رحم ربي مديونون للبنوك وشركات ومعارض السيارات، فالغلاء الفاحش والأقساط تستنزف رواتبهم، ولله الحمد نحن لسنا دولة فقيرة محتاجة، نحن دولة البترول فمواردنا جيدة ومدخول دولتنا عال أعلى مدخول في العالم.
فكيف تفكر الحكومة في فرض ضرائب على شعبها؟ أتستكثرون المال على أهل الكويت ونحن نعطي الهبات بالملايين لكل من هب ودب حتى الدول التي وقفت ضد الحق الكويتي إبان الغزو العراقي الغاشم على الكويت! أتريدون فرض ضرائب على رواتبنا التي لا تكاد تكفينا بوجود الغلاء الفاحش وخاصة المتقاعدين الذين يذهب نصف معاشهم في التقاعد؟
فبدلا من المنح والهبات التي تذهب إلى من لا يستحق، نحن الكويتيين أولى بأموالنا وبخيراتنا، فلابد أن نعيد ترتيب أولوياتنا، ونحاول الإصلاح وصنبور أموالنا المتدفق إلى من لا يستحق وإغلاق هذا الصنبور ولنوجه أموالنا إلى الداخل لننفق على الكويتيين وعلى ما يعود اليهم من خير، نحن لسنا أقل من دول حولنا تغدق على أبنائها في كل مناسبة وبدون مناسبة ونشدد على سراق المال العام سواء كانوا من الداخل أو من هرب بأموالنا إلى الخارج.
فشعب الكويت يستاهل التمتع بخيراته، فلماذا التغيير علينا وقد حبانا الله المال والثروة؟ فإذا أردتم يا حكومة فرض الضرائب فلتكن على أصحاب الأموال والشركات التي تستغل العباد وتتاجر بأرواحهم، وإذا أردتم أموالنا فحصلوا من دول العالم، أما نحن فكفانا ما نحن فيه.
قال الشاعر:
ومن يجعل المعروف في غير أهله
يكن حمده ذما عليه ويندم
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه.. اللهم آمين.
[email protected]