هناك مواقف لازالت أذكرها ولن أنساها أيام عملي في وزارة التربية معلما من 6/9/1980 الى تقاعدي في 10/10/2010.
حصل معي موقف في فترة التسعينيات مع الطالب عادل المبارك في الصف الأول المتوسط وقتها، (حاليا الصف الخامس)، أذكر أنني وزعت على طلابي أوراق اختبار مادة التربية الإسلامية، وعادة أُعطي الطالب ورقة اختباره مطوية، لأن بعض الطلاب لا يريدون أن يعلم زملاؤهم بدرجتهم في الاختبار، وهذه الطريقة تعلمتها من أستاذي الفاضل د.عبدالله الشيخ أثناء دراستي الجامعية في كلية التربية، وبعدما وزعت أوراق الاختبار على جميع الطلاب، جاءني الطالب عادل المبارك وقال لي: أستاذ درجتي في الاختبار 10 من 10، وأنا لا أستحق هذه الدرجة، لأن عندي خطأ واحد، المفروض درجتي تكون 9 من 10.
تعجبتُ من موقف الطالب عادل وسررت به وأثنيتُ عليه أمام زملائه في الفصل لأمانته وصححت درجته في ورقة الاختبار وجعلتها 9 من 10.
لكني قلتُ لهُ: درجتك في دفتر درجات المعلم ستكون 10 من 10 ولن أُغيرها لأمانتك.
في صباح اليوم التالي استدعاني مدير المدرسة الأستاذ عبداللطيف العنزي، الله يرحمه ويغمد روحه الجنة إن شاء الله تعالى.
وقال لي: لقد اتصلت بي والدة الطالب عادل المبارك وهي تشكرك وتثني على حسن تصرفك مع ابنها وتشجيعها له لأمانته.
الأمانة خُلق إسلامي رفيع يمتاز بها من أداها ولم يخنها.
وقد حثت شريعتنا الغراء على هذا الخلق العظيم الذي أبت السموات والأرض والجبال على تحملها، وأشفقن منها، وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا.
رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم لُقِّبَ بالصادق الأمين من قِبل أهل مكة، فهنيئا لمن اقتدى به واتصف بخلُقهِ في أمانته، ليكون من السعداء في الدارين الدنيا والآخرة.
٭ اقرأ واتعظ:عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما النبي ﷺ في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى النبي ﷺ يحدث، فقال: بعض القوم: سمع ما قال، فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه، قال: أين السائل عن الساعة؟ قال: ها أنا يا رسول الله، قال: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال: كيف إضاعتها؟ قال: إذا وسّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة. ـ رواه البخاري.