جاء رجل يسأل عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ أي من الذين يدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة سنة؟، فقال: ألك مسكن تسكنه؟ قال: نعم، فقال: ألك زوج تأوي إليها؟ قال: نعم، فقال: فأنت من الأغنياء.
قال الرجل: ولي خادم يخدمني، فقال: فأنت من الملوك.
وبسبب مكانة البيوت للإنسان وحرمتها وحرمة أهلها راح رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلِّم الأمة ويؤدب المسلمين بآداب عظيمة ليحفظوا بيوتهم وبيوت إخوانهم من المسلمين، ولتستقيم حياة المؤمنين.
ومن أعظم هذه الآداب: ألا نقتحم على الناس بيوتهم إلا بعد استئذانهم، تلكم الزيارات التي تؤذي الناس والتي آذت رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا وكان يستحيي أن يرد أحدا أو يعتذر لأحد فأنزل الله عز وجل قوله: (إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق) ومن الآداب أيضا التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا دعي المسلم لزيارة أخيه المسلم زيارة خاصة فلا يصطحب معه أحدا حتى يستأذن له، ومما يدل على ذلك موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه لما أمر أبو مسعود غلامه أن يضع طعاما لخمسة على رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبعهم رجل، فلما بلغ الباب قال صلى الله عليه وسلم لأبي مسعود رضي الله عنه: «إن هذا اتبعنا، فإن شئت أن تأذن له وإن شئت رجع»، قال: لا، بل آذن له يا رسول الله) البخاري ومسلم.